جميع الإناث اللواتي خُلقنَ على هذه الحياة يحلمنَ بأن يصبحنَ أمهات، تلك الغريزة الفطرية التي جعلها الله سبحانه وتعالى داخل كل امرأة وعززها بها عن طريق الزواج لقوله سبحانه وتعالى في كتابه المُحكم "ومن ءايته أن خَلق لكم أزواجاَ لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون" صدق الله العظيم".
الزواج والارتباط بين الرجل والمرأة بالحلال هي واحدة من سنن الحياة التي سخّرها الله سبحانه وتعالى لهما، لتيسير حياتهما وأمورهما بعيداً عن أوجه الحرام التي تضع أي إنسان في مكان لا يرغب به، كما ويسهم الزواج باستمرار النسل عن طريق تكوين عائلة أفرادها الأب والأم والأطفال؛ حيث إنّ غريزة الأمومة من أجمل المشاعر التي تسعى كل أنثى للوصول لها لما تحمله تلك الغريزة من الكم الهائل من مشاعر الحب والحنان والخوف التي تكنها الأم لأطفالها.
تقوية شخصيّة الطفل عند بلوغ المرأة لمرحلة "الأمومة" تبدأ هنا رحلتها مع طفلها منذ ولادته حتّى يكبر ويصبح شاباً، وتكمن تلك الرحلة الشاقة بمسؤولياتها المتعبة ومراحلها الجميلة بعدّة خطوات وطرق تتبعها الأم، وتقوم بها لتربية طفلها وتقوية شخصيته؛ حيث تقسم تلك الخطوات إلى العديد من المراحل وهي:
- المرحلة الأولى منذ ولادة الطفل - لحين إتمامه 6 أشهرمن عُمره: تُعتبر هذه المرحلة من أصعب المراحل التي تمُر بها الأم منذ ولادتها لطفلها بسبب وجود حدث في حياة كل أم تعيش هذه اللحظة؛ حيث تُكرّس جميع أوقاتها لطفلها للاهتمام به وإرضاعه والسهر عليه في حال مرضه.
- المرحلة الثانية تبدأ من 7 أشهر - لبلوغ الطفل السنة من عُمره: تكون هذه المرحلة هي الأدق بالنسبة للأم؛ وذلك لأنّ طفلها بدأ يكبر وينمو، كما وبدأت معه حصول تغييرات كثيرة من حيث الأكل أولاً؛ إذ تبادر كل أم في هذه الفترة بإطعام طفلها طعاماً مهروساً، ثانياً يبدأ الطفل باستيعاب كل ما يجري من حوله كما ويبدأ بتعلّم الكلام والمشي.
- المرحلة الثالثة تدور حول عُمر الطفل من سنة - سنتين: تُعدّ هذه المرحلة من أجمل مراحل الأم، بسبب تولّد مشاعر الصداقة وقوّة مدى الارتباط بينها وبين طفلها، بسبب وصول طفلها هنا لمرحلة تعّلم الكلام والمشي بمفرده دون الحاجة لأمه أو لأبيه.
- المرحلة الرابعة: تتراوح من الـ3 سنين - 5 سنوات: تكمن هذه المرحلة بجديّتها عند الوالدين، وذلك بسبب انخراط الطفل للواقع والحياة من خلال إدخاله وذهابه الى الروّضة التي يتعلّم منها المتطلبات الأساسية من حيث معرفته بالأحرف والأرقام العربية والإنجليزية بالإضافة لتعلمه السلوكيّات الصحيحة من الخاطئة، فهنا يأتي دور الأم الحقيقي في توعية طفلها لجميع هذه المدارك بجلوسها المطوّل معه وشرحها المستمر للكيفية التي يجب على طفلها اتخاذها في التصرّف الذكي في المواقف المتطلبة منه، ومدى درجة اعتماده على ذاته دون الرجوع للوالدين في كل شيء من حيث الأكل والشرب والنوم والدراسة، بالإضافة إلى مدى اعتماده على نفسه في الرّوضة والمدرسة وهو بعيد عن والديه وكيفيةّ محافظته على أغراضه وعلى نفسه.