لا توجد أدلة كافية تدلّ على الجماعة الأوليّة التي استقرّت في أمريكا حالياً، إلّا أنّ النظريّة السائدة ترجح بأنّه يوجد مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من أوراسيا عبر جسر بيرنجيا البري الذي كان يربط سيبيريا مع ألاسكا خلال العصر الجليديّ، وساهمت هذه المجموعة بامتداد السكّان على مرّ التاريخ في جميع أنحاء الأمريكيتين الشماليّة، والجنوبيّة، وقد بدأت هذه الهجرة قبل أكثر من ثلاثين ألف سنةً، وتُعرف هذه المرحلة باسم ما قبل كولومبوس.
الإسبانكان المستكشفون الإسبان هم أوّل الأوروبيون وصولاً إلى أمريكا مع كريستوفر كولومبوس، فاستطاعوا الوصول إلى أجزاء كبيرة من أمريكا كبورتوريكو، وولاية فلوريدا، وجبال الأبلاش، ونهر المسيسيبي، وجراند كانيون، والسهول الكبرى، واستطاع هيرناندو دي سوتو الوصول إلى مناطق واسعة من الأجزاء الجنوبيّة الشرقيّة للبلاد، واستكشف فرانسيسكو فاسكيز دي كورونادو المناطق الممتدة من أريزونا إلى وسط كنساس، ونمت هذه المستوطنات الإسبانيّة الصغيرة التي أصبحت مدناً هامّة كسان أنطونيو، وتكساس، والبوكيرك، ونيو مكسيكو، وتوكسون، وأريزونا، ولوس أنجلوس، وكاليفورنيا، وسان فرانسيسكو، وكاليفورنيا.
الهولنديون والفرنسيونبدأت هولندا بالاستيطان في مدينة نيويورك، ووادي نهر هدسون في القرن السابع عشر، ثم بدأ الهولنديون بعمليّة التوسع إلى مناطق نيو انجلاند، وقاموا ببناء الكنيسة البروتستانتيّة في أمريكا، وقاموا بنشر دينهم إلى باقي السكّان في أمريكا، وبرز العديد من الأمريكييّن من أصول هولنديّة في ذلك الوقت في تطوّر البلاد وتوسعتها، ومن أبرز هذه الشخصيات مارتن فان بورين، وثيودور روزفلت، وفرانكلين روزفلت، وإليانور روزفلت، واستطاع الفرنسيون إنشاء العديد من المستوطنات في أمريكا وخاصّةً في مناطق كيبيك، وأكاديا، وعلى طول نهري المسيسيبي، وإلينويّ، وولاية لويزيانا، ونيو أورليانز، وبيلوكسي، وتمكّن الفرنسيون من خلق العديد من العلاقات التجاريّة مع الهنود الحمر في جميع أنحاء منطقة البحيرات العظمى.
بدأت الأطماع الأوروبيّة تزداد يوماً بعد يوم في أمريكا، فتم بناء مستوطنة أوروبيّة من قبل المملكة الإنجليزيّة في عام ألف وستمئة وستة بالقرب من نهر جيمس التابع ولاية فيرجينيا، وقام الإنجليزيون بجلب العديد من ثرواتها إلى بلادهم كالحيوانات كالخيول، والأبقار، والخنازير، والديك الرومي، والمنتجات الزراعيّة كالبطاطا، والتبغ، والفول، ونبات الاسكواش، وكان الإنجليز ينون السيطرة على الكثير من المناطق في أمريكا، وذلك من خلال حرب الملك فيليب في نيو إنجلاند، وحرب ياماسي في ولاية كارولينا الجنوبية، ونتج عن ذلك إنشاء مستوطنة في منطقة بليموث، وأخرى في خليج ماساتشوستس، ومستعمرات في مدن نيويورك، ونيو جيرسي، وبنسلفانيا، وديلاوير، وكان الهدف الأسمى من نشر هذه المستعمرات هو نشر الأديان كالأبرشيّة في نيو انغلاند، والبروتستانتيّة في الأجزاء الوسطى، والكاثوليكيّة في ولاية ماريلاند.
التكامل السياسي والحكم الذاتيتمكّن البريطانيون من الاستحواذ على أراضي كبيرة للفرنسيين في أمريكا الشماليّة، وقام الملك جورج الثالث بعد عمليّة السيطرة بإصدار إعلان ملكيّة لهذه الأراضي؛ وكان الملك يسعى لتشكيل إمبراطورية أمريكا الشماليّة الجديدة؛ وذلك لكي يمنع الهنود الأصليين من التوسّع الاستعماري في الأراضي الغربيّة الموجودة خلف جبال الأبلاش، وقام بإنشاء قانون للضرائب؛ وأدّى هذا القانون في إحداث حركة احتجاجيّة في مدينة بوسطن، واستجاب البرلمان لهذه الاحتجاجات، وذلك بتجريد ولاية ماساتشوستس بالحق التاريخيّ للحكم الذاتي ووضعه تحت الحكم العسكري، ونتيجةً لذلك بدأت العديد من الحركات الثورية الأمريكيّة في كونكورد، وليكسينغتون؛ وذلك لرفضهم التام للأرستقراطية.
وصلت الحركة الثوريّة إلى ثلاث عشرة مستعمرة، وقامت الحركة بكلّ وسائل التمرّد ضدّ الحكم البريطانيّ خلال عام ألف وسبعمئة وخمسة وسبعين، ونالت المناطق استقلالها بعد مرور سنة واحدة من هذا التمرد، وتمكن المواطنين من الاتحاد مع الفرنسيين، والهولنديين، والإسبان ضد الغزو البريطانيّ، وبدأت بعد ذلك عمليّة قيام الولايات المتحدة الأمريكيّة وضمّ الولايات لها، وتمّ تنصيب البطل الشهير من الحرب الثوريّة الأمريكيّة، والقائد العام للقوات المسلحة للجيش القاري، ورئيس المؤتمر الدستوريّ السيد جورج واشنطن أوّل رئيس للولايات المتحدة.
انضمام الولاياتيعدّ نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكيّة هو جمهوري، دستوري، فدراليّ، وتتألف البلاد حالياً من خمسين ولاية انضمت بشكلٍ تدريجيّ إلى البلاد، وتمتلك كل ولاية نظام خاص بها يختلف في العديد من الأمور عن بعض الولايات، وتتكوّن كل ولاية من مجموعة من المدن والمقاطعات؛ ففي بدايتها أي في عام ألف وسبعمائة وسبعة وثمانين ميلاديّة كانت تتكوّن أمريكا فقط من ثلاثة ولايات وهي؛ ولاية ميشيغان، وديلاوير، وبنسلفانيا، وجاء انضمام الولايات الأخرى حسب السنة في الآتي:
ظهر شعور بعدم الرضا من قبل الطبقة الوسطى المتناميّة بسبب وجود سياسات الفساد، وعدم الكفاءة السياسيّة في الأشخاص الذين يشغلون هذه المناصب، والفشل من قبل أصحاب السلطات بالتعامل مع الكثير من المشاكل الحضريّة، والصناعيّة، فهذا الأمور شكلت حركة ديناميكيّة تقدميّة في عام ألف وثمانمائة وتسعين؛ حيث بدأت الطبقة الوسطى بالحثّ على رفع المستوى الوطني في المجالات اللوجستيّة التي تحتاجها البلاد كالتلعيم، والطبّ، والصناعة، بالإضافة إلى إصلاح المؤسسات البالية، والقضاء على الفساد في السياسة، وإدخال الكفاءة باعتبارها معيار التغيير، وساهمت النساء في هذا الدور كثيراً بعدما انخرطت مطالبهنّ في المطالبة بحق الانتخاب للمرأة، وكانت السيدة آدمز من ولاية شيكاغو هي قائدة هذه المطالب النسائيّة، ولعبت هذه الحركات دوراً كبيراً في تطوّر البلاد، والآن أمريكا تحتل الرقم الأوّل على جميع دول العالم على معظم الأصعدة كالاقتصاد، والتعليم، والحياة، والرفاهيّة.
المقالات المتعلقة بكيف نشأت أمريكا