قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحظة خروجه من مكة المكرمة مهاجراً إلى المدينة المنورة: (علمت أنك خير أرض الله، وأحب الأرض إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت).
كان هذا كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحظة إبعاده عن وطنه الأم الذي نشأ فيه، وتربى فيه، وكبر فيه، وعمل فيه، وتزوج فيه، وبعثه الله تعالى فيه، فعبده فيه، ودعا إلى دينه فيه، وعانى الأمرَّين هو وجماعة المؤمنين فيه، وكلام رسول الله هو كلام أي شخص سليم الفطرة، يتوفر على أدنى معاني الإنسانية عندما يخرج من وطنه مضطراً، أو مختاراً.
الوطن أعمق من أن يختزل في مساحة أرض محدودة بسياج معدني كبير، ونقاط تفتيش حدودية، فهو سجل ذكريات، وهو كيان قائم بذاته لا يجوز أن يعامل معاملة الجمادات التي لا تشعر بابتعاد من ارتبطت بهم وارتبطوا بها عنها، فالوطن يألم كما يألم أي إنسان عندما يتركه أبناؤه، وعندما يتقاتلون على أرضه، وعندما يعيثون على أرضه الفساد، وعندما يتسخ من القاذورات الملقاة عليه، وعندما يتلوث هواؤه، وماؤه، وتربته نتيجة للتصرفات الإنسانية السيئة التي لا ترعى لا في الوطن ولا حتى في الإنسان إلاً ولا ذمة، وفيما يلي بعض أبرز النقاط التي تؤكد على أهمية تعظيم قيمة الوطن في قلب كل إنسان.
كيف نحب الوطنالمقالات المتعلقة بكيف نحب الوطن