يطمح الجميع لتحقيق أهدافهم وأحلامهم بالحياة، ولتحقيق ذلك يجب على الإنسان أن يمتلك قوّة ذاتيّة وداخليّة تدفعه للاجتهاد والعمل من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة، وتُعرف هذه القوّة بقوة الإرادة، والتي تنبع من داخل الإنسان، حيث تنتج عن رغبته الملحّة والشديدة في تحقيق هدفٍ ما يطمح له ويحقّق حياة أفضل له، ممّا يجعله يعمل ويتحرك في سبيل تحقيق ذلك بعد تحديده ما يريده، ولكن يجدرذكر أنّ البعض يقنعون أنفسهم بأنّهم عديمي الإرادة، وهذا بدوره سيساهم في إفشالهم، كما سيحُول دون تحقيقهم لأهدافهم، ولذلك سنعرفكم في هذا المقال على كيف تكون قوي الإرادة.
التسويف له دور كبير في إضعاف قوة الإرداة لدينا، فحينما نمتلك التصميم والحماس لتحقيق أمر وشيء ما، ينبغي علينا أخذ زمام المبادرة لعمله دون تكاسل وبدافع نابع من ذاتنا وداخلنا، حيث إنّنا إذا تردّدنا فإنّنا نسمح للشكوك بالسيطرة على داخلنا، كما أنّنا إذا انتظرنا تحسّن الظروف لتحقيق شيء ما فلن ننجح، فلا تعتمد قوّة الإرادة على الظروف الخارجيّة، وبذلك فعلينا جعل هذه الجملة مبدأً في حياتنا، أفصل وقت للإنجاز والعمل هو الآن وليس غداً.
لا تعني قوة الإرادة تحقيق الأهداف أو الهدف من المحاولة الأولى، فالمثابرة والصبر يرتبطان ارتباطاً قويّاً بقوّة الإرادة، كما أنّ قوّة الإرادة تتمثل في الحماس والرغبة في البقاء والاستمرار مع تجاهل الصعوبات والانتكاسات، فلا بدّ من القول إنّ الشدائد والصعوبات تعتبر الدافع القوي لتنمية وتشجيع قوة الإرادة، فالحياة السهلة لا تساعدنا في تنمية قوة الإرادة، ولذلك فعلينا اعتبار مواجهة صعوبات الحياة وتحدياتها هو البداية والخطوة الأولى لخلق الإرادة القوية والوصول للنجاح، إضافة لذلك علينا تحفيز أنفسنا بعدم الاستسلام والتخلّي عن ما نريد تحقيقه.
فإذا كان الشخص مرتبكاً وغيرمتأكّد من أهدافه المراد تحقيقها، فإنّه سيكون من الصعب والمستحيل خلق إرادة قوية لديه، أمّا إذا ركز الشخص بشكل قوي على أهدافه، فإنه سيصبح من السهل عليه أن يركز طاقاته لتحقيقه، فعلى سبيل المثال، إذا حاول الشخص كسر عادة سيئة لديه، وكان ملتزماً بنسبة 100% بتغيرها، فإنّه سينجح في التخلّص منها، إمّا إذا كان جزءٌ منه مازال مرتبطاً ومتلعقاً بهذه العادة لا شعورياً، فسينقسم تركيزه ويتشتت، وبالتالي لن يكون الشخص قادراً تنمية وتوليد الإرادة اللازمة للتخلّص من تلك العادة.
تستنزف العادات السيئة طاقات الشخص، فعندما يشعر الشخص بأنّه عبداً لعادة ما سيئة، فإنه بذلك يضعف شخصيته ويقلّل من احترامه لذاته، وينبغي التنويه بأن هناك الكثير من العادات السيّئة تولّد عادات أخرى سيّئة، وبذلك فإنّ كسر العادات السيئة سيساهم في تعزيز ثقة الشخص بنفسه، الأمر الذي يلعب دوراً كبيراً في تقوية إدراة الشخص وتنميتها، كما سيساهم ذلك في تحفيز الشخص على تطوير عادات إيجابيّة وجيّدة.
إذ كان الشخص يرغب في تحقيق هدف ما فعليه دوماً تذكر فوائد تحقيق الهدف، فالعادات السيّئة تتطلب إرادةً قويّة للتخلّص منها، حيث إنّه في بداية الأمر قد يشعر الشخص بأنه بحاجة لتقديم بعض التضحيات والابتعاد عن الملذات، ولكن في المقابل لا ينكر الفوائد والآثار الإيجابية التي سينالها بعد تحقيق هذا الهدف، وذلك سيلعب دوراً كبيراً في تقوية إدراته وتنميتها.
المقالات المتعلقة بكيف تكون قوي الإرادة والعزيمة