كم تتناقل وسائل الإعلام أخباراً عن رجال أعمالٍ ينفقون ملايين الدولارات من أجل استمالة القلوب و تأليفها في صورٍ مختلفةٍ من الإنفاق ، و قد يأتي هذا العمل بالنّتيجة المرجوّة فينال الشّخص محبّة النّاس و قد لا يأتي عمله بالكثير ، فالمحبّة هي حاجةٌ نفسيّةٌ يحتاج إليها النّاس لإشباع رغباتهم وتحقيق ذاتهم ، فكلّ شخصٍ يحتاج أن يحِبّ و أن يُحَبّ و يكون متآلفاً مع النّاس ، و قد قرّر النّبي صلّى الله عليه و سلّم حقيقة اختلاف أرواح النّاس و طبائعهم مبيناً أنّ الأرواح جنودٌ مجنّدةٌ ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف .
و قد تألّف النّبي صلّى الله عليه و سلّم قلوب أقوامٍ فكان يدفع لهم الأموال حتى يحقّق ذلك ، لمّا علم النّبي الكريم أنّ حبّ المال مزروعاً في نفوسهم و استحوذ على قلوبهم فلجأ لهذه الوسيلة حتى يكسب قلوبهم و يستميلها ثمّ إذا دخلت في دين الله تعرّفت حقيقة على عظمة الدّين و علمت أنّ الخير في اتباع دين الله و التزام منهجه .
و من الوسائل التي يتّبعها الإنسان لكسب محبّة النّاس هي أن يكون قدوةً في أفعاله و أقواله ، و أن يكون حسن الخلق في تعامله مع النّاس سمحاً محبّاً ليّن الجانب .
و من الوسائل التي تجلب محبّة شخصٍ بذاته هو النّظر في أحوال الشّخص الذي تحبّه و النّظر في طباعه و أخلاقه و موافقته قدر الإمكان في صفاته الشّخصية ، فطبيعة الإنسان تكره الخلاف و تأباه ، و كلّما حصل التّوافق بين المتحابين كلّما حصلت المحبة بينهما و تمكّنت في قلوبهما .
و قد روت لنا سيرة الرّسول صلّى الله عليه و سلّم قصّةً عن مغيث و بريرة و هي من القصص التي تبيّن مسألة المحبّة و أنّه لا جبر لأحدٍ في محبّة أحد ، فقد كان مغيث من الموالي يحب امرأةً من الإماء تسمّى بريرة كانت عند السّيدة عائشة رضي الله عنها ، و قد أعتقتها السّيدة عائشة فأصبحت حرّة فانحل عقد نكاحها من مغيث فحزن لذلك أشدّ الحزن و ممّا زاد في كربه علمه بعدم نيّة بريرة العودة إليه ، فحاول النّبي عليه الصّلاة و السّلام أن يشفع له عندها فأبت حتّى تعجّب النّبي من بغضها له مع حبّته لها .
المقالات المتعلقة بكيفية جعل الشخص يحبك