الوالدان والداك هما الشخصان الأقرب لك، فأنت جزء منهما، فقد تكوّنت في أحشاء والدتك، وترعرت في حضنها، وكبرت على كتفي والدك، هما من اعتنيا بك وأنت صغير لا تدري شيئاً، وعاملاك وكأنك ملك وأنت رضيع، فكل طلباتك أوامر، وحتى قبل أن تطلبها.
كيفية التعامل مع الوالديْن مهما فعلت من الخير لوالديك، لن تفي لهما حقهما، فمن بدأ بتقديم المعروف تبقى له الأفضليّة، لذلك يجب بذل أقصى الجهد لإرضائهما وطاعتهما، ومعونتهما، وإليك بعض النصائح التي عليك أن تستند لها في تعاملك معهما:
- لا ترفع صوتك على والديك، أو في حضورهما، ومهما تقدم بك العمر، حافظ على احترامك وإجلالك لهما أثناء حديثك وتعاملك.
- لا تمشِ أمام والدك أو والدتك، امشي بجانبهما أو خلفهما، فهذا التصرف ينم على الاحترام والتقدير.
- من برّك لوالديك، زيارة أصدقائهما عندما يشيخون ويكبرون في العمر.
- لا تنادي عليهما باسميهما، بل قل والدي ووالدتي، أو أبي وأمي، فمن قلة الاحترام أن تناديهما كأي شخص عاديّ.
- اهتم بهما وباحتياجاتهما، خاصّة عندما يتقدمون في العمر، فهما قدما لك المعونة والرعاية عندما لم تكن قادراً على قضاء حاجاتك بنفسك، وكلّما استثقلت ذلك تذّكر كم من مرّة غسلت والتك ملابسك، وكم من مرّة نظفت غرفتك، وجهّزت لك الطعام، ووالدك الذي الذي أفنى عمره وقوته في تلبية احتاجاتك، لتحيا حياة كريمة، ويحقق لك طلباتك ورغباتك.
- استشر والديك في معظم أمور حياتك إن لم تكن كلها، فهذا دليل على الاحترام والتقدير، فأنت مهما كبرت ستبقى بنظرهما الولد الصغير الذي يخافان عليه، وإن أظهرت قوتك واستقلاليتك، فسوف يشعران بالحنين للأيام التي كنت تركض إليهما عندما تواجهك مشكلة، أو يصيبك ضرر.
- استمع لهما ولنصائحهما ولا تهملهما، حتى وإن بديا قاسيين، فهما يريدان مصلحتك وربما الحق معهم فهم أكثر خبرة وتجربة لهذه الحياة، وإن لم يكن كلامهما منطقيّاً برأيك لا تظهر ذلك، وتذكّر أنهما من علّماك الكلام في البداية.
- لا تعاملهما بأسلوب الند للند، وحتى لا تفكر بذلك، فمثلاً إن قصرا في زيارتك تقصِّر أنت، أو إن صرخا في وجهك تصرخ أنت.
- إن مرض أحدهما أو كلاهما فلا تهمله ولازمه، فهما سهرا الليالي عندما كنت تمرض، وحرما نفسهما من النوم والراحة، حتى يرونك مرتاحاً وبصحة جيّدة.
- تأكد من توفر أفضل الطعام والشراب لهما، أي من الطعام نفسه الذي تأكله، ولا تأكل في بيتك ووالداك جائعان، فهمما جاعا ليطعمانك، وتعبا واجتهدا ليوفرا لك الطعام والشراب والملبس، فلا تأكل وتشرب وتتركهما.
- ضع نُصْب عينيك بأن رضا الله من رضا الوالدين، فبرّ بهما، وادعو لهما في حياتهما وبعد مماتهما.