محتويات
النوافل في الإسلام
النوافل علامةٌ من علامات الإيمان، وهي علامةٌ من علامات محبة العبد لله سبحانه وتعالى، ومجلبةٌ لمحبة الله للمسلم، ومتى حاز المسلم على محبّة الله كان سمعه الذي يسمع به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فيحصل على توفيق الله له في كل مسعىً يسعاهُ، ويوفّقه الله تبارك وتعالى لحُسن المسعى، وحُسن الكلام، وحُسن العمل، فقد رُوي عن الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: (من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه)،[١]وبفعل النوافل وكثرة النوافل والطاعات تُستجاب الدعوة، ويتحصّل الأجر والفضل الكثير في الدنيا والآخرة، ومن النوافل صلاة الضحى، فما كيفية صلاة الضحى؟ وما وقت صلاة الضحى؟
كيفية صلاة الضّحى ووقتها كيفية صلاة الضحى
إذا أراد المسلم أن يُصلّي صلاة الضُحى، فلا بُدَّ أن يكون جاهزاً حسيّاً ومعنوياً، فيتوضّأ ثم يتوجَّه للمكان الذي سيُؤدّي فيه الصلاة، ويُصلّي الضُحى بالكيفية الآتية:[٢]
وقت صلاة الضحى
يَبدأ وقت صلاة الضّحى ابتداءً من وقت طُلوع الشّمس وحتى وقت الزّوال، وأفضلُ الوقات لصلاة الضحى هو وقت اشتداد الشّمس،[٣] وتُسمّى صلاة الضحى عند أدائها في ابتداء وقتها بِصلاة الشروق أو الإشراق. جاء عن عبد الله بن الحارث: (أنّ ابن عباس كان لا يُصلّي الضّحى، قال: فأدخلته على أم هانئ فقلت: أخبري هذا بما أخبرتني به. فقالت أم هانئ: دخل عليّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام يوم الفتح في بيتي، فأمر بماء، فصبّ في قصعة، ثم أمر بثوب، فأخذ بيني وبينه فاغتسل، ثم رشّ ناحية البيت، فصلّى ثمان ركعات وذلك من الضحى؛ قيامهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ وجلوسهنّ سواء، قريب بعضهنّ من بعض. فخرج ابن عباس وهو يقول: لقد قرأت ما بين اللّوحين ما عرفت صلاة الضّحى إلا الآن: (يُسبّحن بالعشيّ والإشراق)، وكنت أقول: أين صلاة الإشراق؟ ثم قال بعد: هنّ صلاة الإشراق).[٤]
ورد في فَضلِ صلاة الضّحى أوّل وقتها وهي صلاة الشروق أو الإشراق؛ حيث رُوي عن أبي أمامة -رضي الله عنه - قال: أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (من صلّى صلاة الصّبح في مسجد جماعة يثبت فيه حتّى يُصلّي سبحة الضّحى، كان كأجر حاجّ أو مُعتمِر تامّاً حجّته وعمرته).[٥]
إنّ وقت الفضيلة لأداءِ صلاة الضّحى عندما ترمض الفصال، ومعنى الرّمضاء أي الرّمل الذي تَشتدُّ حرارته في الشّمس، ومعنى هذا القول؛ أي حين يجد الفصيل الحرّ من الشّمس، والفصيل: هو الصّغار من الإبل، (جاء عن زيد بن أرقم أنّه رأى قوماً يُصلّون من الضّحى، فقال: أما لقد علموا أنّ الصّلاة في غير هذه السّاعة أفضل، إن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام - قال: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال).[٦] أمّا وقت انتهاء صلاة الضحى فيَنتَهي وقت الضحى بالزوال.[٧] يقول الإمام الكاساني: (ولو قال ليأتينّه ضحوة فهو من بعد طلوع الشّمس من السّاعة التي تحلّ فيها الصّلاة إلى نصف النّهار؛ لأنّ هذا وقت صلاة الضّحى).[٨]
ثواب صلاة الضّحى
حكم صلاة الضّحى
صلاة الضّحى من النوافل المُستحبّة؛[١٢] لِمَا في صحيح مسلم عن أمّ المُؤمنين عائشة رضي الله عنها: كم كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصلي صلاةَ الضحى ؟ قالت : أربعَ ركعاتٍ، ويزيدُ ما شاء.[١٣] يقول الإمام النفراويّ المالكيّ: (وصلاة الضّحى بالقصر نافلةٌ متأكّدة).[١٤]
عدد ركعات صلاة الضّحى
يُشرّع للمُصلي صلاة الضّحى أن يُصليها ركعتين، أو أربع ركعات، أو ستّ ركعات، أو ثمان ركعات، أو اثنتي عشرة ركعة، والسُنّة أن يُصلّيها ركعتين ركعتين؛ استناداً إلى ما رواه أبو ذرٍ قال: قال الرسول الكريم عليه الصّلاة والسّلام: (يُصبح على كلّ سُلامى من أحدكم صدقة؛ فكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المُنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى).[١٥]
المراجع
المقالات المتعلقة بكيف تصلى صلاة الضحى ومتى وقتها