محتويات
- ١ الثبات على التوبة
- ٢ تعريف التوبة
- ٣ كيفية الثبات على التوبة
- ٤ شروط التوبة
- ٥ المراجع
الثبات على التوبة كل الناس معرّضون للخطأ والمعصية والتقصير في فترةٍ من فترات حياتهم، وقد يكون الخطأ الذي يقترفه الإنسان صغيراً فلا يظهر له أثرٌ على صاحبه، أو ربما يكون كبيراً للدرجة التي يظهر فيها أثر الذنب على صاحبه، ومهما بلغ المُسلم من التقوى والقُرب من الله فإنه لا يوجد في الناس بعد الأنبياء من هو معصومٌ عن ارتكاب الذنوب والآثام والأخطاء الصغيرة منها أو الكبيرة على حدٍ سواء، لأجل ذلك شُرعت التوبة، وهناك الكثير من النصوص الشرعية من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف توجّه من أخطأ وقصَّر بحق خالقه أن يهرع إلى التوبة والرجوع عن خطئه الذي ارتكبه حتى يغفره الله له ويُزيل عنه أثر الذنب، وكلما أذنب العبد فعليه أن يعود للتوبة ولا يملَّ من ذلك أبداً، فإنّ الله يقبل التوبة عن عباده ما داموا يستغفرونه ويطلبون عفوه ويتوجهون إليه بالنَّدم عمّا اقترفوا من ذنوب وسيئات، فما هي التوبة، وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر فيها، وكيف للمسلم أن يثبت عليها ويعود إليها كلما اقترف ذنباً من الذنوب؟
تعريف التوبة - التوبة في اللغة: مصدر تَابَ، وجمعها: تَوْبات بتسكين الواو، وتَوَبات بفتحها، وتُجمع كذلك على تَوْب، وهي تعني: الاعتراف والإقلاع والندم، وعَزْم الإنسان على ألا يرجع إلى ما كان يقترفه من الآثام والخطايا، وهي كذلك اسم سورةٍ من كتاب الله، والتَّوْبة النَّصوح تعني: التَّوبة الصادقة الخالصة لله سبحانه وتعالى، وتكون بندم القلب عما اقترفه الإنسان من الذنوب واستغفار اللِّسان عما تاب عنه القلب.[١]
- التوبة في الاصطلاح: استشعار قبح الدنب وتركه مخافة الله، والندم على المعصية، والعزيمة على عدم العودة إليها عند القدرة عليها، وتدارك ما أمكن تداركه من الأعمال بالإعادة.[٢]
كيفية الثبات على التوبة إذا تاب المؤمن مما كان يقترف من الذنوب والمعاصي والآثام، ثم أراد أن يستمرَّ بالصلاح ويثبت على حاله بعد التوبة فإنّ عليه القيام بالعديد من الأعمال، ومن بين أهمِّ ما ينبغي على التائب فعله للثبات على التوبة ما يلي:[٣]
- المحافظة على الصلاة: فإنّ من أهمِّ عوامل الثبات على التوبة المحافظة على الصلاة والتمسُّك بها، حيث إنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر أنّ الصلاة نورٌ لصاحبها، كما أنَّ الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)،[٤] ولأن المحافظة على الصلاة والمواظبة عليها تؤدي إلى البعد عن المعاصي وترك الذنوب؛ وبالتالي الثبات والاستقرار على التوبة، كما أنَّ من يحافظ على الصلاة ويُداوم عليها فإن الله سيحفظه ببركة ذلك، ويمنع عنه الذنوب والآثام ببركة الصلاة.
- المحافظة على أوراد وأذكار وأدعية الصباح والمساء: فإن من يُحافظ على أدعية وأوراد الصباح والمساء ينال الحفظ من الله سبحانه وتعالى ببركة تلك الأذكار لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قال لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ، ولَهُ الحمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ، فِي يومٍ مائَةَ مرةٍ، كانتْ لَهُ عِدْلَ عشرِ رقابٍ، وكُتِبَتْ لَهُ مائَةُ حسنَةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائَةُ سيِّئَةٍ، وكانَتْ لَهُ حِرْزًا منَ الشيطانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حتى يُمْسِيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مِمَّا جاءَ بِهِ، إلَّا أحدٌ عَمِلَ عملًا أكثرَ مِنْ ذلِكَ)،[٥]، فإن من حافظ على ذلك الورد سيحفظه الله عز وجل بحوله وحفظه وقوته من الشيطان وشروره.
- تخصيص ورد من القرآن الكريم والمداومة عليه يومياً: فالقرآن نورٌ، ومن يُحافظ على قراءة ورده من القرآن تستقيم حياته وفق منهج الله سبحانه وتعالى، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).[٦]
- المحافظة على الدعاء: فينبغي على التائب أن يواظب على الدعاء، فيطلب من الله سبحانه وتعالى أن يهديه إلى صراطه المستقيم، وأن يُبعد عنه شرور الشيطان ووساوسه وأن يُثبِّت قلبه على طاعته، وغير ذلك من الأدعية.
- الاستعانة على الثبات على التوبة بالصحبة الصالحة: فإنّ للصحبة الصالحة آثاراً واضحة في المداومة على الصلاح والبعد عن المعاصي والآثام، كما أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا تُصاحِبْ إلَّا مؤمنًا ولا يأكُلْ طعامَك إلَّا تقيٌّ)[٧]، فالمرء على دين خليله، والصحبة الصالحة هي عونٌ على الطاعة وملء أوقات الفراغ بما هو مفيدٌ مباح، خاصة في بلاد الغربة، فإذا لم يكن في صحبة الصلاح زيادةٌ في الإيمان وإعانةٌ على الطاعات فإنها على الأقل تجعلك تنتهي عن الفواحش وتبتعد عن المعاصي عكس رفقاء السوء.
- أن يربط التائب نفسه ببعض أعمال الدين، كالدعوة إلى الله؛ فإنّ العامل في الدعوة يحفُّه الله هو وأولاده بحفظه، ويكلأهم برحمته، ويُبعد عنهم الشرور والآثام.
- التزوُّد بالعلم الشرعي وطلبه؛ فإنّ الإيمان يزيد مع العلم به، ولا يُشترط الإلمام بجميع علوم الشريعة أو الإحاطة بتفاصيلها، إنما يكفي الاستعانة بعض الكتب البسيطة الميُسرة الواضحة جدّاً في العقيدة وباقي أمور العبادة والأخلاق والمعاملات التي لا غنى للمسلم عنها في حياته اليومية، ولا بدَّ من معرفتها لصلاح دينه ودنياه.
شروط التوبة ينبغي لمن يريد التوبة بصدق أن يتوفر في توبته عدد من الشروط من أهمها ما يلي:[٨]
- أن تكون التوبة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، فإنّ الله لا يقبل عملاً إلّا إن كان خالصًا لوجهه الكريم موافقًا لما أمر به ورسوله.
- الإقلاع عن المعاصي والآثام التي كان يرتكبها: فإذا أراد شخصٌ التوبة لله فعليه أن يُقلع عمّا كان يقترف من ذنوب ومعاصي، كما أنّ النفس التي تنشغل بالمعاصي نادراً ما تُخلص في عمل الخير، فينبغي على التائب أن يقتلع جذور الشر من قلبه ونفسه، حتى يصبح عمله جميعه خالصاً لوجه الله ما أمكن.
- أن يندم على ما فات من الذنوب مما تاب عنه وما قام به قبل التوبة، والإقلاع عنه حالاً مع العزم على ألّا يُكرره في المستقبل.
- أن يجزع ويعزم على عدم العودة للذنوب والآثام التي كان يرتكبها.
- ألا يبقى مُصرّاً على بعض المعاصي التي يقوم بها.
- أن يستمر في توبته ويُداوم عليها ويُحافظ على التمسك بها ولا يفعل ما يناقضها أو يخالفها.
- أن يتوب في زمن قبول التوبة، فلا يتوب بعد الغرغرة أو بعد طلوع الشمس من مغربها.
المراجع ↑ "معنى التوبة"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2017. بتصرّف. ↑ أ.د صالح السدلان (1416هـ)، التوبة إلى الله - معناها، حقيقتها، فضلها، شروطها (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار بلنسية، صفحة 10. بتصرّف. ↑ "العوامل التي تساعد في الثبات على التوبة"، www.islamweb.net، 26-7-2017، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2017. بتصرّف. ↑ سورة العنكبوت، آية: 45. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6437، صحيح. ↑ سورة الاسراء، آية: 9. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 554، أخرجه في صحيحه. ↑ أ.د صالح السدلان (1416هـ)، التوبة إلى الله - معناها، حقيقتها، فضلها، شروطها (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار بلنسية، صفحة 21-25. بتصرّف.