كيف بنى الفراعنة الأهرامات

أثبتت الاكتشافات على مر العصور ذكاء الإنسان وإبداعاته المختلفة من خلال اكتشاف الآثار الدالة على وجوده، ومن هذه الإبداعات الأهرامات.

تعدّ الأهرامات من عجائب الدنيا السبع ، بناها الفراعنة خلال فترة حكمهم، وكان السبب في بنائها هو المحافظة على أجسادهم بعد الوفاة، فهم كانوا يؤمنون بوجود حياةٍ بعد الموت، وأنّ الجسد بحاجة الى العناية بعد الوفاة ليستطيع الانتقال إلى الحياة الأخرى، وكانت عملية بناء الأهرامات ليست بالمهمّة السهلة، ولكن امتاز الفراعنة بعلمهم وبتطور العلوم في عهدهم، فكيف تمّ بناء الأهرامات؟ هذا ما سنوضّحه خلال مقالنا.

احتاج فك لغز بناء الأهرامات إلى سنين طويلةٍ، فقد انبهر العلماء والدارسين بكيفية قدرة الفراعنة على حمل الأحجار التي يزيد وزنها عن ٢.٥ طن، ليتمّ رفعها فوق بعضها لتشكيل الهرم، وكيف أصلاً تمّ نقلها من مكان تصنيعها إلى مكان بناء الهرم؛ حيث إنّ التكنولوجيا لم تكن لديهم متطوّرةً كما وصلت إليه الآن من اختراع الأدوات والآلات التي تخفف من الجهود المبذولة؛ حيث وصل بهم -أي العلماء والدارسين- إلى التفكير بأنّ هؤلاء الفراعنة استعانوا بالكائنات الفضائية أو الجن، أو كانت لديهم تكنولوجيا متطورة لم يتم اكتشافها.

ولكن كان فك اللغز من خلال الفراعنة أنفسهم؛ فهم من أرشدوا العلماء على كيفية النقل؛ فالفراعنة كانوا يرسمون على جدران المعابد وورق البردى جميع حركاتهم كنوع من التوثيق، وقد وجد العلماء رسماً على الجدار في الضريح العتيق لـ”ـدجيحوتيحوتيب” الذي يعود عمره لحوالي 3900 عام؛ حيث يوجد في الرسم اثنا عشر رجلاً يقومون بنقل تمثال ضخم على مزلاجة يتمّ جرّها بواسطة الحبال، وفي مقدمتهم رجل يسكب الماء أمامهم.

في البداية ظنّ العلماء أنه نوع من الاحتفال ليس أكثر، ولكن فيما بعد قام مجموعة من العلماء في مقدمتهم البروفيسور دانيل بون العالم في الفيزياء ببناء مزلاجة صغيرة، ومن ثمّ حاول ومن معه نقل أجسام ثقيلة على الرمل، ولاحظوا أنّه عند سكب الماء على الرمال بكميّات معينة تصبح عملية النقل أسهل بكثير.

وجاء تفسير هذه الظاهره أنّه عندما يتم نقل أجسام ثقيلة على رمالٍ جافةٍ كرمال الصحراء المصرية فإنها تصنع أمام المزلاجة حاجزاً من الرمال بسبب ضغط المزلاجة لأسفل، ممّا يزيد من الطاقة اللازم بذلها لتحريك المزلاجة، ولكن في حال سكب الماء على الرمل ترتبط حبيبات الرمل معاً مشكلّةً ما يشبه الجسر ممّا يُخفّف عملية الاحتكاك، وبالتالي بذل مجهود أقل لتحريك المزلاجة، وتعتمد كمية الماء المستخدمة على نوعية التربة؛ فهناك درجة صلابة معينة يجب أن تصلها التربة لتصبح ملائمةً للنقل.