يسعى الإنسان إلى الاقتراب من ربّه بأداء ما افترضه عليه من الواجبات و المناسك ، فالإنسان وهو يؤدّي تلك العبادات تكون نيّته في ذلك التّقرّب إلى الله تعالى ونيل رضوانه ومحبّته ، وإنّ أحبّ شيءٍ إلى الله تعالى أن يؤدّي العبد ما افترضه الله تعالى عليه ، ثمّ يأتي بعد ذلك من يطلب الاستزادة في الأعمال الصّالحة و الطّاعات حتّى يتقرّب إلى الله تعالى أكثر ، و هذا ديدن المتّقين المؤمنين الذين يطلبون رحمة الله وتعالى وجنّته ، وقد بيّن الله تعالى في الحديث القدسي حال أولئك المتّقين الذي حقّقوا شروط العبوديّة الخالصة لله تعالى ، فتراهم يتقرّبون إليه بالمزيد من النّوافل حتى يحبّهم الله تعالى ، فإذا أحبّهم كان سمعهم الذي يسمعوا به ، وبصرهم الذي يبصروا به ، ويدهم التي يبطشون بها ، ولأن سألوا الله تعالى أعطاهم مسألتهم ، ولأن استعاذوه أعاذهم الله تعالى ، حتّى حين يأتيهم الأجل يتردّد الرّحمن في قبض أرواحهم لأنّهم يكرهون الموت والله تعالى يكره مساءتهم كما ذكر في الحديث الشّريف ، وحتّى يصل الإنسان المسلم إلى هذه المرتبة عليه أن يكون على منهاج الله تعالى وطريقه المستقيم دائماً ، وإنّ هناك صورٌ متنوّعةٌ لأبواب الخير التي تقرّب العبد إلى ربّه ، نذكر منها
أن يحقّق العبد المسلم شروط نيل درجة الإحسان ، حيث يستشعر مراقبة الله تعالى في السّرّ و العلن ، والإحسان هو أن تعبد الله تعالى كأنّك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك ، و بالتّالي فإنّ الإنسان إذا حقّق هذه الدّرجة فإنّه يكون قريباً من الله تعالى ، قال جلّ وعلا ( إنّ رحمت الله قريبٌ من المحسنين ) .
أن يسعى العبد المسلم لأداء النّوافل ، وفي كلّ عبادةٍ توجد نافلة ، ففي الصّلاة يستطيع المسلم أن يستزيد من صلاته بأداء النّوافل ، فيصلّي في الليل صلاة التّهجد ، و في الصّيام يصوم المسلم صيام النّافلة كصيام يوم الإثنين والخميس ، و صيام الأيّام البيض من كلّ شهر ، أو صيام يوم بعد يوم كصيام داود عليه السّلام ، وفي الصّدقة يستطيع المسلم أن يستزيد منها كيفما شاء حتى ينال رضا الله تعالى ، ويكون أقرب إليه .
أن يجتنب العبد المسلم ما حرّمه الله تعالى عليه من كبائر الذّنوب والخطايا ، كما أنّ عليه حتى ينال مرتبة القرب من الله البعد عن صغائر الذّنوب مع التّوبة عنها وعدم الاصرار عليها .
المقالات المتعلقة بكيف اكون اقرب الى الله