يعتبر الحصول على وظيفةٍ تحدّياً كبيراً في عصرنا الحاضر ، ففرص العمل أصبحت قليلةً بسبب كثرة الرّاغبين في شغل الوظائف المختلفة ، كما أنّ ظهور التّكنلوجيا الحديثة ساهم مساهمةً كبيرة في الحدّ من استخدام الأيدي العاملة و بالتّالي زاد الاعتماد على الآلات و المعدّات في التّصنيع ، و بالتّالي قلّ الاعتماد على الأيدي العاملة فزادت نسب البطالة ، و إنّ الدّراسات الاقتصاديّة تشير إلى استغناء عددٍ من الشّركات الكبيرة و المصانع عبر العالم عن أعدادٍ كبيرةٍ من العمال بسبب التّكنلوجيا و عوامل أخرى ، و يبقى التّحدي الأكبر الذي يواجهه الفرد هو كيفيّة الحصول على وظيفة تناسب مؤهّلاته و قدراته ، و إنّ على الحكومات كذلك واجب توفير فرص العمل للشّباب ، و يتساءل الكثير من الشّباب الخرّيجين عن أنسب الطّرق للظّفر بوظيفةٍ مناسبةٍ ، و نقول له أنّ هناك خطواتٍ تساعد على ذلك نذكر منها:
- أن يراعي الطّالب و عند وجوده على مقاعد الدّراسة اختيار تخصصٍ مناسبٍ يلبّي حاجة المجتمع ، فكثيرٌ من الطّلاب يرغبون بدراسة تخصّصات علميّةٍ أصبح هناك فائض فيها بشكلٍ كبير ، و بالتّالي فإنّ الحكمة تقتضي أن يراعي الطّالب هذه المسألة عند اختياره للتّخصّص الذي سيحدّد مصيره في المستقبل ، و إنّ عليه أن يدرس واقع حاجات السّوق و متطلّباته المتغيّرة ، فربما كان أحد التّخصّصات مطلوباً يوماً من الأيام و لكن بسبب التّغيير الذي هو من سمات الحياة أصبح الطّلب عليه قليلاً .
- أن يحارب الباحث عن العمل ثقافة العيب التي انتشرت في مجتماعتنا ، فالعمل مهما كان أفضل من الجلوس في المنزل و التّعطّل ، و هذا المعنى يجب أن يغرس في نفوس أبنائنا و أن يربّوا عليه ، و إنّ القضاء على ثقافة العيب لها دورٌ كبيرٌ في توظيف الشّباب و القضاء على البطالة ، و أن يعلم الشّباب أنّ العمل هو عبادة و الفراغ مفسدةٌ للنّفس مضيعةٌ للمال .
- أن يبذل الباحث عن العمل جهده بالبحث عن العمل من مظانّه المختلفة ، فحين يكون تخصّص الخريج في مجال تكنلوجيا المعلومات مثلاً فإن عليه أن يبحث عن العمل في شركات الحاسوب و البنوك ، فالبحث عن العمل كذلك هو فنّ على الباحث عن العمل اتقانه ، كما أنّ امتلاك المهارات لتخطّي أسباب التّوظيف كالمقابلة و الامتحان و غيرها هي من الأمور التي تزيد من فرص التّوظيف .