كيف أنمي نفسي مهنياً

كيف أنمي نفسي مهنياً

من الأمور التي حثّ عليها ديننا العمل والاجتهاد فيه قال تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ، كما أمر الإنسان بالسّعي لتحصيل الرّزق الحلال الطّيب ، قال تعالى ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النّشور ) ، فالإنسان مأمورٌ بالسّعي في الحياة حين استخلف الله تعالى البشر في الأرض ليعمّروها ويعبدوا الله فيها ، كما أكّد الإسلام على مبدأ الإتقان في العمل وكيف يحبّ الله تعالى من عباده الاتقان في العمل ، و الاتقان بلا شكٍ يحتاج إلى تطويرٍ مستمرٍ في قدرات الإنسان ، و أنّ السّعي في الأرض يتطلّب من الإنسان أن يتسلّح دائماً بسلاح المعرفة والعلم التي تمكّنه من سبر أغوار وأسرار الحياة ، فالمخترعون الذين ابتدعوا الأدوات التي خدمت البشريّة خدمةً كبيرةً ، لم يصلوا إلى هذه النّقطة بمجرد الأماني والأحلام ، وإنّما سعوا إلى ذلك بالجدّ والتّحصيل والكدّ والعمل ، واضعين نصب أعينهم الهدف المرسوم الذي سخّروا لأجل الوصول إليه كافّة مجهوداتهم ، وفي رحلتهم للوصول إلى أهدافهم لم ينسى أولئك المبدعون أن يحسّنوا من قدراتهم وينمّوها باستمرار ، فالإنسان بدون التّطور المهنيّ يبقى جامداً محلّه لا يتحرّك نحو الأفضل ، والحياة بطبيعتها المتغيّرة المتقلّبة تحتاج من الإنسان أن يمتلك مهاراتٍ متنوّعةٍ تمكّنه من تجاوز تحديات الحياة بقوةٍ وحكمةٍ وبصيرة .

وحتّى يتمكّن الإنسان من تطوير نفسه مهنيّاً عليه أن يواكب باستمرار مستجدات العلم ، ففي كلّ مجالٍ من مجالات العلوم يكون هناك الجديد ، ففي الطبّ مثلاً وحتى يكون الطّبيب دائماً متميّزاً يتطور مهنيّا عليه أن يطلع على الجديد في مجال الطّب وعلى آخر ما اكتشفه العلماء في هذا المجال ، وفي الهندسة كذلك عليه أن يطّلع على مستجدات هذا العلم وفنونه ، وكذلك الحال مع كافة أنواع العلوم .

وكذلك على الإنسان الذي يرغب التّطور مهنيّاً أن يقتدي بنماذج صالحةٍ نجحت في مسار مهنتها ، فالإنسان يحتاج دائماً للنّظر إلى من هو أعلى منه درجةً في العلم والثّقافة والمهنة حتّى يستطيع أن يتطّور في مهنته ، فينظر إلى ما اتخذوه من أساليب وطرقٍ في كيفيّة إدارة مهنهم ، ويبني عليها ما يكتسبه من المهارات وما يبتدعه من الطّرق الجديدة ، وبذلك يتشكّل لديه مخزونٌ فكري ومعرفيّ جيّد يمكّنه من مواكبة التّطورات في المهنة باستمرار .

المقالات المتعلقة بكيف أنمي نفسي مهنياً