كيف احب الله

كيف احب الله

يحب الله تعالى الناس أكثر من حبهم لأنفسهم، وهذا واضح جليّ من نعمه التي أنعم بها علينا وعلى سائر مخلوقاته، فنعم الله تعالى أكبر من أن تعدّ أو من أن تحصى، وهذه النعم مختلفة متنوعة تشمل كافة المجالات وكل ما يخطر على بال الإنسان وكل ما توصل إليه ورآه، وتشمل أيضاً كل ما لم يخطر على بال بشر وما لم ولن يستطيع الوصول إليه أو رؤيته، فهناك العديد من الأمور التي أنعم الله تعالى بها علينا وهي خارجة عن مجال وعينا وحتى لو وصل الإنسان إلى رتبة تفوق ما وصل إليه في هذا العصر، فإن المجهول سيظل أكثر بكثير من المكتشف ومن المشاهد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة الله تعالى وعلى الراحة العظيمة التي يشعر بها الإنسان عندما يعلم أن الله تعالى هو ربه، فبمجرد اقتناعه بهذه القناعة، فإن الله – عز وجل – يكون قد أرشده إلى الطريق القويم ويكون الإنسان عندها وجد بوصلته التي سترشد إلى الخير العظيم – بإذن الله تعالى -، فكل ما فينا من نعم هو من عند الله تعالى وكل شر أحاط بنا فهو من أنفسنا، فالله تعالى يستحيل أن يخلق شيئاً سيئاً – حاشاه بل إن الله تعالى قد خلق كل شيء على أفضل تقويم وأحسن صوره، ولكن الإنسان قد غيّر وبدّل في خلق الله وسيطرت عليه نزعاته الدنيئة ورغباته الحقيرة وتصرفاته الهوجاء، فأصبح هناك الشرّ، ولكن الله تعالى أيضاً رحم ولطف بنا حتى في هذه النقطة، فالخير هو السائد حتى في أحلك الأيام وأسوأ المواقف ومن يظن أن الشر أعظم وأكبر يكون إنساناً متوهماً، وعليه إعادة نظره في الكثير من الأمور وعليه أيضاً مراجعة حساباته.

ولنقس هذا على زماننا، فرغم ما تعانيه اليوم البشرية من مجاعات ومن حروب ومن أمراض وفيروسات ومن كوارث كلها صنعت بيد البشر، فإن النسبة الأكبر إن أردنا أن ننظر نظرة واقعية تعيش حياة هانئة وادعة، ولكن الشر ولأنه شر ولأن صفته سلبية وسوداء تظهر وتلوح بشكل كبير أمام الناس فيعتقدون أنه لا وجود للخير في الحياة، وحتى لو حصل وكانت نسبة الشر أكبر من نسبة الخير في سنة من السنوات فهذا ليس مقياساً أيضاً لأن نسبة الشر في هذا العصر لا تقارن أمام نسبة الخير على امتداد البشرية ومذ خلق الله تعالى الكون، فالخير دائماً وأبداً سيظل أكبر بكثير من الشر. وإذا أدرك الإنسان الحقائق السابقة حتماً سيكون ذلك سبيلاً لحبه لله تعالى ولحب الله تعالى له ورضاه عنه.

المقالات المتعلقة بكيف احب الله