العمرة تعني الزيارة في اللغة العربية، ومن هنا فالعمرة في الدين الإسلامي تعني زيارة البيت الحرام في مكة المكرمة وأداء المناسك المحددة في الشريعة الإسلامية حتى تحتسب عمرة للإنسان المسلم. حكم العمرة بحسب الشريعة الإسلامية متفاوت بين المختصين، فهناك من قال أنها واجبة وهناك من قال أنها سنة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولقد ذكرت أدلتها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومن هذه الأدلة قول الله تعالى " وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " يصح أن تؤدّى العمرة في طوال أيام السنة ما عدا أوقات الحج، فالحج أولى وهو فرض وركن عظيم من أركان الشريعة التي نزلت على الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -.
للعمرة نوعان رئيسيان الأول هو عمرة التمتع وأما الثاني فهو العمرة المفردة، ففي العمرة المفردة يكون المعتمر الرجل مخيراً ما بين أمرين الأول وهو حلق الشعر أما الثاني فهو التقصير، كما أن العمرة المفردة تكون في أي يوم من أيام السنة أما في عمرة التمتع فالمعتمر ملزم بالتقصير فقط وليس بالحلق، كما أنها تكون فقط في موسم الحج. وبالنسبة للإحرام فإذا كان المعتمر مفرداً فإنه يحرم من أحد مواقيت الإحرام فعمرة التمتع هي جزء من أجزاء الحج، أما إن كان المعتمر مفرداً فيمكنه الإحرام من أي مكان في قريب من المسجد الحرام وخارج حدوده.
أما مناسك العمرة فتبدأ بالإحرام ويكون الإحرام من الميقات – الميقات هو المكان المحدد شرعاً والذي يحرم منه أهل كل منطقة من المناطق -، ثم وبعد الإحرام ينطلق المعتمر للطواف حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام، حيث يبدأ بالطواف حولها من عند الحجر الأسود وبعد الانتهاء من الطواف حول الكعبة المشرفة يصلي المعتمر ركعتين خلف مقام إبراهيم وهما ركعتا سنة طواف الكعبة، أو في أي مكان آخر في حال كان هناك ازدحام ، وبعد ذلك يسعى المعتمر ما بين الصفا والمروة، حيث يذهب إلى الصفا ويصعد عليه ثم بعدها إلى المروة وعدد أشواط السعي ما بين الصفا والمروة هم سبعة أشواط، بحيث يحتسب السعي من الصفا إلى المروة شوطاً واحدً ثم أما السعي من المروة إلى الصفا فهو شوط آخر. وبعد السعي ما بين الصفا والمروة يحلق المعتمر رأسه أو أنه يقوم بالتقصير فقط، وإذا أراد المسلم والمعتمر أجراً أكبر يذهب إلى المدينة المنورة فيزور قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم وبعد ذلك يصلي في المسجد النبوي الشريف ويزور مقبرة البقيع ويزور شهداء أحد – رضي الله عنهم حميعاً – ويصلي في مسجد قباء.
المقالات المتعلقة بكيف أعمل مناسك العمرة