العمرة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ َ قَالَ: ( الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّة) ُرواه البخاري و مسلم.
العمرة لغةً تعني: الزّيارة، وأمّا شرعاً فتعني زيارةٌ لبيت الله الحرام على وجه الخصوص، وهي عبادةٌ اختلف العلماء وأصحاب المذاهب في حكمها، بين كونها واجبةً، أو سنّةً مؤكّدة، فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم كذلك، ومهما كانت فهي عبادةٌ لها أجرٌ عظيم وتكفيرٌ للذّنوب، ولها خطواتٌ سنشرحها في هذا المقال.
خطوات العمرة - يبدأ المسلم عبادته بنيّة الدّخول في العمرة، والّتي تسمّى بالإحرام، بأن ينوي البدء بمناسك العمرة، ويُستحبّ أن يتلفّظ قائلاً (اللّهم لبّيك عمرة) أو (لبّيك عمرة)، ويرتدي الرّجل إزاراً ورداء أبيض اللّون، ويتجرّد من كلّ الملابس المخيّطة، بينما ترتدي المرأة ملابس ساترة وغير مزيّنة، كما يُستحبّ الاغتسال والتّطيّب قبل عقد النيّة، ويُسنّ أن يقول الرّجال بعد الإحرام بصوتٍ مرتفع (لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك)، بينما تقولها النّساء بصوتٍ منخفض.
- يبدأ المسلم بعد عقد نيّة الإحرام بالطّواف، بأن يتطوّف سبعة أشواطٍ بجعل الكعبة على يساره، ويبدأ كلّ شوطٍ من أمام الحجر الأسود، وينتهي إليه، ويُسنّ له أن يسارع في المشي مع التّسريع بين الخطوات في الأشواط الثّلاثة الأولى، كما يسنّ أن يكبّر كلّما وصل إلى الحجر الأسود، ويسنّ كذلك أن يقول بين الرّكن اليماني والحجر الأسود: (اللّهمّ آتنا في الدّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النّار). ويقول المسلم أثناء طوافه ما يريده من آيات القرآن الكريم، أو من الأذكار والأدعية، وعليه أن يكون متطهّراً، فإذا نقض وضوؤه وهو يطوف، يغتسل ويتوضّأ ويكمل طوافه، أمّا إذا أقيمت الصّلاة، فيصلّيها مع المصلّين، ومن ثمّ يُكمل طوافه، وإذا شكّ في عدد أشواط الطّواف الّتي وصل إليها، فيرجّح العدد الأقلّ ويكمل طوافه.
- بعد الانتهاء من الطّواف، يُسن للمسلم أن يصلّي ركعتين خلف المقام، فإذا لم يجد مكاناً، يصلّيها في أيّ مكانٍ بالمسجد الحرام، حيث يقرأ سورة الإخلاص في الرّكعة الأولى، وسورة الكافرون في الرّكعة الثّانية بعد الفاتحة.
- ينتقل المسلم إلى آخر خطوةٍ من خطوات العمرة، وهي السّعي بين الصّفا والمروة، حيث يسعى ابتداء من الصّفا وانتهاء بالمروة سبعة أشواط، ويُسنّ له أن يرفع صوته بالدّعاء والذّكر والتّكبير، ويُسنّ له كذلك المشي بسرعةٍ إذا وصل بين العلمين الأخضرين، والسّنّة أن يصعد المعتمر إلى أعلى الصّفا والمروة حتّى يرى الكعبة إن أمكن، وإذا أُقيمت الصّلاة فإنّه يصلّي مع المصلّين ويُكمل سعيه.