كيف أعلم بنتي الكلام

كيف أعلم بنتي الكلام

مهارة النطق عند الطفل

تتطوّر مهارة النطق والكلام عند الطفل بشكل تدريجي، فبعد أن كان البكاء هو الوسيلة الوحيدة للتواصل والتعبير في الأشهر الأولى، يبدأ معظم الأطفال بإصدار أصوات أو كلماتٍ غير مفهومة عند بلوغهم الشهر الثالث تقريبًا، ثمّ يبدأ الطفل بتطوير مهاراته محاولةً منه لتقليد ما يرى ويسمع من حوله، فقد يبدأ بالاستجابة عند ذكر اسمه وتكرار بعض الألفاظ السهلة النطق عند بلوغه الشهر السادس تقريبًا.

بعد بلوغ الطفل عامه الأول، يبدأ بلفظ بعض الكلمات السهلة، ويزداد عدد الكلمات التي يستخدمها تدريجيًا حتى يصبح قادرًا على تكوين جملة بسيطة، ثم سؤال، ثم تندرج مهاراته إلى أن يصبح لديه مخزون لغوي يساعده على تكوين جُمَل مفيدة.

كيفيّة تعليم الطفل الكلام

قبل أن يبدأ الطفل بالكلام، يتعلّم معظم المفردات والمفاهيم من البيئة والأفراد المحيطين به ويخزنها في ذهنه، لذلك فإنّ التحدث الدائم للطفل وتنشئته في بيئة اجتماعية قدر الإمكان تزيد من المفردات الجديدة التي تضاف إلى مخزونه اللغوي، وتساعده على إدراك أهمية الكلام للتعبير والتواصل والتفاعل مع الآخرين. يمكن أيضًا للقصص القصيرة المصمّمة خصيصًا للأطفال، والتي تحتوي على صور بارزة وألوان ملفتة، أن تساعد الطفل على ربط الصور بالمفردات التي تعبر عنها، مما يسهل التعرف عليها في الطبيعة ويرسخ تسميتها في ذهنه.

قد يلجأ الطفل للإشارة للتعبير عن رغبته أو لطلب شيءٍ ما، وهنا يمكن تذكيره باسم هذا الشيء عن طريق السؤال، كسؤاله عندما يشير إلى الكرة مثلاً: هل تريد الكُرة؟ فبالإضافة إلى تذكيره بالمفردات الصحيحة، تُبيّن له هذه الطريقة ضرورة الكلام للوصول إلى رغبته عن طريق توضيحها للآخرين والتواصل معهم، كما أنّ نبرة الصوت تعلمه التمييز بين السؤال والجملة العادية.

إنّ التحدث إلى الطفل بطريقة وألفاظ طفولية يرسخ في ذهنه اللفظ الخاطئ للكلمات والمفاهيم، فعندما يبدأ الطفل بالكلام، قد لا ينطق المفردات بالطريقة السليمة وهذا أمر طبيعي، ولكنه يجب أن يسمعها ممّن حوله بالطريقة السليمة حتى يصحّحها في ذهنه، ويحاول تصحيح نطقها مع مرور الوقت، كما يجب أن يتمّ ذلك دون أن يُكرَّر اللفظ أمامه بطريقة ساخرة، فذلك من شأنه أن يُشعِر الطفل بالإرباك وبأنه محط سخرية الآخرين، وقد يكون سببًا في تأخّر كلامه وضعف شخصيته.

وأخيرًا، فإن النطق عند الأطفال هو مهارة مكتسبة، فلا يتشابه طفل مع آخر في اكتساب المهارات، سواءً كان الكلام أو الحبو أو المشي، ولكن يجب مراجعة الطبيب المختص عندما يصبح تأخّر النطق عند الطفل أمر ملفت، ويحدّ من تواصله مع أقرانه في البيت والمجتمع الخارجي.

المقالات المتعلقة بكيف أعلم بنتي الكلام