العِلم في الصّغر كالنّقشِ على الحجر، كثيراً ما نسمع هذه الجملة ولكنْ لا نعمل ما تحمِله في طيّاتها من صُعوبات تُواجهها الأم في سبيل مُساعدة ابنها في الدراسة، خاصة وإنْ كان هذا الطفل هو الطّفل الأول لها، فهي تسعى جاهدة لتقوم بتربيته التربية الحسنة مع مُراعاة تطور المناهج الدّراسية، والتطوّر التكنولوجي، فالتكنولوجيا سيف ذو حدين، فوجودها في المنزل إمّا أنْ يكون مُساعداً للأم ومُخفّفاً عنها العناء داعماً لعملية التدريس، أو يكون وجودها في المنزل هو المُشكلة الأكبر، وهذا يعتمد على مدى سيطرة الأم على ابنها، ومدى تعليمه مهارات احترام الوقت، ومع هذا كُله فالتكنولوجيا وألعاب الفِيديو والإنترنت ليست هي المُشكلة الوحيدة التي تُواجهها الأم خلال عملية تدريس ولدها.
المشكلات التي تواجهناهناك عِدّة من المشاكل من ضِمنها، صُعوبة المناهج الدّراسية بالمُقارنة مع عُمر الأطفال، ومشاكل تتعلّق في المدرسة التي يلتحِق بها الطّفل، ومشاكل نفسيّة تتعلّق بفهم الطفل لمفهوم المدرسة والدّراسة، ناهِيك عن تدّخُل أحد أفراد المنزل في العملية التدريسية مما يُربِك الأم والطفل معاً، كأنْ يتدّخل الأب ويضع خُطة مُخالفة للخُطّة التي وضعتها الأم مُسبّقاً، والنصائح التي تنصَح بها العمّة أو الخالة لربما أعطّت نتيجة مُذهِلة مع أطفالهم، ولكنْ ليس بالضّرورة أن تُعطي نفس النتيجة مع هذا الطّفل، كل هذا يتسبّب في إرباك للطفل وربما تُسبب كُرهه للدّراسة والكُتب المدرسية، ولتجاوز هذه المشاكل هُناك خُطوات يجب على الأم أو القائم على العملية التدريسية أن يتبّعها في حال ثبت وجود خلل ما في دراسة الطفل.
تحديد المشكلة للتمّكن من حلّهالا يُمكن تصحيح الخَلل الملحوظ أو مُساعدة الطفل في الحصول على نتائج أفضل في المدرسة دون التطّرُق للمشكلة الرئيسية المُسبّبة للعلامات السيئة، أو لكُره الطّفل للدّراسة، فيُمكن أن تكون المُشكلة بسيطة مثل أنّ الطالب يشغل تفكيرُه اللّعب واللهو سواء على الألعاب الإلكترونية أو الألعاب التي يلزْمُها مجهود عضّلي مثل: كرة القدم أو غيرها من الرّياضات، وهذه المُشكلة يكمُن حلّها في تنظيم وقت الطالب وجعل وقت اللّعب هو مُكافأة للطفل الذي اجتهَد في دروسه، بذلك سوف يقوم بعمل كل ما يستطيع حتى يحظى بوقت اللّعب، فسوف يُنجز ما عليه من واجبات مدرسية مُنتظَراً المُكافأة التي سوف يُكافَأ بها وهي وقت اللّعب، ولا نستبعد أنْ تكون قِلّة تحصيل الطالب في المدرسة هي المدرسة نفسها، فلا بُدّ من التواصل مع المدرسة لمعرفة كل جديد يطرأ على وضع الطالب، فمن المُمكن جداً أن يكون سبب كُره الطالب للمدرسة هو مُدّرس مُتعصّب، أو زميل يقوم بمُضايقته بكلام جارح، أو موقف تعرّض له الطالب وسبّب له الحَرج الشديد، فهو لا يُحب الذهاب للمدرسة خوفاً من أنْ يتكرر هذا الموقف معه، فحينها يكون الحل بالتواصل مع المدرسة ورؤية المشهد بشكل كامل، ولا بأس منْ تكوين علاقة طيبة مع مُدّرس الطالب حتى يُزودنا بكل ما هو جديد في تحصيل الطالب الدّراسي، ويجب أن نأخذ بالاعتبار وضع الأسرة وهل يُعاني المنزل من اضطرابات ومشاكل أسرية أم لا، فكل ذلك له أثر واضح على تحصيل الطالب وعلى حالته النفسّية، فلا بدّ من فصل الأولاد عن مشاكل الكبار، فهم لا يُدركُون ما الذي يحصل وإلى أين سوف تستقّر الأمور، فلا بدّ من حلْ الخلافات العائلية، وبذلك سوف تتحسّن الأمور تدريجياً.
بالنظر إلى المناهج الدّراسية فهي تتمتّع بدرجة من الصُعوبة مُقارنة بالمناهج الدراسية منذُ سنين، لذا من المُحتمَل جداً أن يكون سبب تذّمُر الطفل هو المنهج فهو لا يعرف كيف يُذاكر هذا المنهج الدّسِم ذو المعلومات المُتزّاحمة والكثيرة، هنا يكمُن الحل في استخدام طُرق جديدة لمساعدة الطالب حتى لو اضطررنا إلى الاستعانة بمُدّرس خاص له، أو تغيير أسلوبنا المُستخدم في الوقت الحالي، باستخدام التدّريس عن طريق اللعب أو التعلم عبر الإنترنت، أو تدريسه بوجود عدد من أقرانه من نفس العمر، مما يزيد من قابِليته للتعلُم، ويقتل عُنصر الملل الذي ينشأ من استخدام نفس الطريقة بالتدريس.
صُعوبات يُواجهها الطالب في مرحلة المراهقةفترة المُراهقة هي الفترة التي تتوسط فترة الطفولة وفترة الرُشد، وتُعتبر هذه المرحلة من المراحل الحرّجة التي يحدث فيها تغيرات جسدية ونفسيّة وأسريّة واضحة، فهي مرحلة تحتمل حُدوث تغيرات واضحة في التحصيل الدراسي، لذا يجب أخذ عمر الطالب في الحُسبان وعدم إهمال عُنصر العمر لأهميته الواضحة، فليس من المعقول التعامُل مع المشاكل المُتعلّقة بتحصيل الطفل بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع مُشكلة الطالب المُراهق، فهناك اختلاف واضح وفرق جلّي، فالمُراهق في هذه المرحلة من الطبيعي أنْ تتراوح مشاعره بين الخجل والخوف والقلق، بسبب عمل الغُدد الصّماء، ويُمكن أنْ ترتبط هذه المشاعر مع التغيُرات الجسمانية الواضحة، فالمُراهق في هذه المرحلة تتغير أفكارُه وتتبدّل، وينتقل من مرحلة الاعتماد على الآخرين لمرحلة تكوين الشخصية والاعتماد على الذّات، وتكوين علاقات مُستقِلة، ويبحث عن الاستقرار العاطفِي، وهنا يكمُن أهمية دور الأهل والمدرسة والمُختصّين وكل من يتعامل مع المُراهق، حيث من الواجب عليهم استيعاب مزاجهم المُتغيّر، فلا بد في هذه المرحلة أن تكون علاقة التلميذ بالمُدّرس علاقة حسنة، وللتوجيه والإرشاد دور هام كذلك.
نصائح لتحفِيز الطُلاب على الدراسةخِتاماً يُمكننا قول أننا مُمكن أن نجعل مرحلة التعلُم هي من أمتع المراحل التي يمُر بها الطالب، عن طريق التفّهم والتمّعُن والصبر والفهم المُتعمّق لشخصية الطالب، واستخدام طُرق تُعزّز من حُبْ الطالب للعلم، وجعله يرغب بالنجاح لتحقيق هدفه الخاص.
المقالات المتعلقة بكيف أشجع ولدي على الدراسة