قال تعالى:"وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" صدق الله العظيم. استخلف الله عز وجل الإنسان في الأرض لعدة غايات، أولها عبادته وتوحيده، وثانيها إعمار الأرض، فمن أراد الفوز بالدنيا والآخرة فليتبع دين الله تعالى ويتقرّب منه، ويتّبع أوامره ويجتنب نواهيه وذلك بأداء العبادات على أكمل وجه والابتعاد عن كل ماحرمّه الله تعالى.
يسعى الإنسان جاهداً لتقوية صلته برب العالمين، بالصلاة والصيام والصبر والجهاد وغيرها الكثير من الفروض والسنن، التي يتوجب على المسلم الالتزام بها، فمن اتبع هدي الرحمن فقد كان من الفائزين أما من عصى واستكبر واتبع هوى الشيطان فقد كان من الخاسرين. المسلمون جميعهم يجمعون على وحدانية الله تعالى والإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، إلا أن منهم من هو مقّصر بعبادته ومتهاون في ذلك، ومنهم من هو مقصّر ويعمل جاهداً على قهر الشيطان ووساوسه، ومنهم من هو ملتزم كل الالتزام.
حتى تتمكن أخي المسلم من التقرب إلى الله تعالى، عليك أن تطفئ جمرة شهواتك، والصبر على المشقات، و عدم اتباع ما تهواه النفس البشرية فكما تعلم فإن النفس أمارة بالسوء، وهذا ما يسمى بجهاد النفس، قال تعالى: " قال الله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف:53]، حيث كانت هذه الآية الكريمة خير دليل على أن النفس أمارة بالسوء، عندما أباحت نفس إمرأة العزيز بالإقتراب من سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام، وكما ضرب سيدنا يوسف في القصة ذاتها مثالاً في عدم الإنقياد وراء الشهوات.
إجعل حياتك أخي المسلم مقترنة بطريق الهدى، ومبتغاها مرضاة الله تعالى، امشي على خطى الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى تضمن سيرك في الطريق الصحيح الواصل إلى الجنة.
من أعظم أسباب زيادة قوة العلاقة بين العبد وربه، هي كثرة ذكر الله، فمن المتعارف بأن من أحب شيء أكثر من ذكره،وهذا الحال مع رب العالمين، أكثر من الإستغفار، التسبيح، الحوقلة، الدعاء، وإبتعد عن المحرمات من الغيبة والنميمة وسماع الأغاني، فالإكثار من ذكر الله سيجعلك تنصرف عن أمور دنيوية وضيعة تؤدي إلى التهلكة.
يعتبر القرآن الكريم حلقة وصل بين العبد وربّه، حيث يعتبر حبل الله المتين، فمن اعتصم به يجنّبه الله تعالى الوقوع بالمحرمات والمحظورات، فإن القرآن الكريم مزكياً للنفس البشرية وزارعاً للإيمان في قلوب العباد.
إحرص أخي المسلم على اختيار قرنائك، لا تنسى بأن المرء على دين خليله، فأصحاب السوء لا يحبون الخير لغيرهم بل يسعون لجرّهم إلى الهاوية التي قد وصلوا إليها هم من قبلهم، لكن مصاحبة أهل الدين والتقوى الذين يخافون الله تعالى هم أؤلاء الذين يأخذون بيدك إلى طريق الجنة.
ليس هناك سياق واحد للدعاء إلى الله تعالى،أو نص واحد فقط، فـ"الله عز وجل" يسمعك أينما كنت وبأي طريقة كانت لكن إحرص على التأدب مع الله تعالى و التذلل له، ألّح بالدعاء فإن الله يحب العبد اللحوح، إجعل الدعاء قرين لسانك وكلماتك،وانتقي الأوقات المرجو الإجابة بها كأوقات السحر ويوم الجمعة وبين الأذان والإقامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكثروا من ذكر هادم اللذات" ، فإن على المسلم أن يتذكر دائماً بأنه من الممكن أن توافيه المنية في أي لحظة. كما قال تعالى: "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ" صدق الله العظيم .
يجب على المسلم أن يحرص كل الحرص على الحال أو الهيئة التي سيموت عليها، لأنه سيبعث يوم القيامة عليها، أكثروا من قول "اللهم نسألك حسن الخاتمة".
إكمالاً لما بدأه الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلّم، بالدعوة الإسلامية، أكمل أخي المسلم مسيرته، إنطلق بالدعوة إلى الله تعالى، فهي مخلّصة من العذاب، ومن الفرض على كل مسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي درجة من درجات الدعوة إلى الله تعالى، ولا تجعل الجبن والخوف يسكن قلبك من ردود الفعل المقابلة حيث إن الله مع الدعاة يثبتهم ويسدد خطاهم.
إرتقي أخي المسلم بذاتك دنيوياً بالإبتعاد عن الشهوات وإتباع الدين الإسلامي بكافة أوامره والإبتعاد عن نواهيه وستكون بإذن الله من الفائزين.
على المسلم أن يؤمن بأركان الإسلام وأركان الإيمان حتى يضمن صحة إسلامه، وهي :
أركان الإسلام : الشهادتان، إقامة الصلاة، إتاء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا. أما أركان الإيمان: الإيمان بالله، الإيمان بملائكته، الإيمان بكتبه، الإيمان برسله، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالقضاء والقدر.
أركان الإسلام :
على المسلم أن يشهد ويؤمن بقلبه قبل لسانه بوحدانية الله تعالى وبنبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله"، فهذه العبارة كاملة هي الفرق بين المسلم وبين أتباع الديانات الأخرى، حيث أن المسلم يؤمن بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله، وحامل الدعوة الإسلامية وناشرها، والإيمان به واجب وفرض.
إقامة الصلاة:
الصلاة، عمود الدين، وأهم الأركان التي تدّل على قوة صلة العبد بربّه، على المسلم أن يؤدي 5 صلوات يومياً، فهي عبادة مفروضة وليست سنة، فأول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة هو الصلاة.
يأتي شهر رمضان الفضيل، مرة في السنة، وفي هذا الشهر تكثر العبادات على وجه الخصوص ومايميزّه عن باقي شهور السنة هو الصوم، وهنا، فور إثبات رؤية هلال رمضان، على كل مسلم بالغ عاقل راشد، أن يصوم رمضان لله تعالى، فمن أفطر يوماً متعمداً كأنما أفطر الدهر كاملاً.
يحرص المسلم، ذات العقيدة الصادقة النابعة من الأعماق، على دفع الزكاة لأخيه الفقير، لو التزم كل مسلم بإيتاء الزكاة لكن الفقر قد اختفى بين فئات المجتمع.
وقد فرض الإسلام الزكاة على المسلمين، لتزكية النفوس من البخل، وإدخال البهجة والسرور إلى قلوب الفقراء.
حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا:
فرض الإسلام الحج على المسلمين، ويلبّي المسلم القادر نداء الحج في كل عام، ويسافر المسلم إلى بلاد الله الحرام لأداء مناسك الحج فيعود وكأنه قد ولدته أمه مغفور الذنوب.
أركان الإيمان: حتى تصل إلى درجة من الإيمان وتقوية صلتك برب العالمين، ليس عليك فقط الإلتزام بأركان الإسلام فحسب، بل عليك أيضاً الإيمان بالله تعالى وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر وملائكته:
على المسلم أن يؤمن بوجود الله تعالى ووحدانيته، وكما من الواجب عليه أن يؤمن بوجود الملائكة والذين يعتبرون جنود الله المجندة، وعليه أن لا يتعدى عن الإيمان بأي من الكتب السماوية المنزلة على أنبياء الله تعالى.
وكما أن الإيمان باليوم الآخر واجب على كل مسلم، يؤمن بوجود يوم القيامة حيث يحشر العباد جميعاً في أرض المحشر ليحاسبوا على ماقدموا من ذنب و أجر، وإيمانه باليوم الآخر مرتبط بإيمانه بوجود النار والجنة والعقاب والثواب.
الإيمان بالأنبياء، يؤمن المسلم الصادق بكل ما حث رسولنا الكريم بأمر من الله تعالى على الإيمان به، فيؤمن بكل رسل الله عز وجل إلى الأقوام السابقة لإيصال رسالته السماوية إلى الخليقة.
الإيمان بالقضاء والقدر، ما يواجه الإنسان من أحداث يومية سواء كانت حزينة أو مفرحة، لم توجد بمحض الصدفة، بل وجدت بتدبير من الله عز وجل، وهذا ما يسمى القضاء والقدر، حيث ان كل شي عند الله عز وجل لا يحدث صدفة، بل بإرادته.
من صفات المسلم المستحبة لله تعالى: الصدق،الصبر، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المسلم يغض من بصره، وكما أنه يبتعد عن المحرمات، ويتقرّب إلى الله تعالى بالطاعات وكل ماهو محبب له.
المقالات المتعلقة بكيف أحسن علاقتي مع الله