علامات حب الله

علامات حب الله

حب الله

لا يتصوّر الإنسان هذه الحياة الدّنيا دون وجود الحبّ فيها، فالحبّ هو أسمى المشاعر وأنبلها، وهو الحالة التي تسمو بالنّفس وتحثّها على المزيد من البذل والعطاء، وتجعلها تحبّ الحياة وتقبل عليها، ولا شكّ في أنّ للحبّ أنواعاً أعظمها وأسماها حبّ العبد لربّه جلّ وعلا، فهذا الحبّ هو مشاعر وأحاسيس يحملها العبد المسلم اتجاه خالقه سبحانه، وكما أنّ للمتحابين في الدّنيا علاماتٍ وأمارات تدلّ على محبّتهم بعضهم البعض، فإنّ لمحبّ الله علاماتٍ تدلّ على صدق محبّته لله تعالى، ومن أبرز هذه العلامات وأهمّها نذكر:

علامات حبّ الله تعالى
  • أنّ المحبّ لله تعالى تراه يحرص على طاعته سبحانه في كلّ ما افترضه وأمره ويبتعد عما نهاه عنه، فالله سبحانه وتعالى وضع للنّاس الشّريعة والمنهج الذي يضمن لهم إذا ما استقاموا عليه الحياة الكريمة والرّزق الواسع، وإنّ المحبّ الصّادق في محبّته تراه يتّبع من يحبّه وهذه علامة حقيقيّة على صدق المحبّة، قال تعالى: ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم) [آل عمران:31] وكما عبّر عن ذلك الشّاعر بقوله:

تعصي الإله وتدّعي محبته

هذا لعمرك في القياس شنيعلو كنت صادقًا في محبّته لأطعته إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيعفمن ادعى محبّة الله سبحانه بدون أن تظهر آثار المحبّة لله في أقواله وأفعاله فهو كاذبٌ مدّعٍ في ذلك.
  • أنّ المحبّ لله تعالى يسقط تلك المشاعر الرّفيعة على كلّ شيءٍ يتعلّق بذات الله سبحانه، فهو يحبّ الملائكة التي خلقها الله وسخرها للقيام بعددٍ من المهام، وهو يحبّ أنبياء الله لأنّهم رسله وخيرة خلقه الذين اصطفاهم لحمل أمانة الرّسالة والتّبليغ، وكذلك يحبّ عباد الرّحمن المؤمنين الذي يخشون ربهّم بالغيب ويحرصون على تطبيق شرعه في الحياة.
  • أنّ المحبّ لله تعالى إذا أحبَّ أحبَّ لله، وإذا أبغض أبغض لله، فمعيار المحبّة والبغض عنده مدى قرب النّاس من الله ومن شريعته أو بعدهم عنها.
  • أنّ المحبّ لله تعالى رقيق المشاعر، خاشع القلب، وقور، ترتسم على محياه علامات الطّمأنينة ويمتلأ قلبه بالسّكينة والرّضى، فحبّ الله تعالى يزرع في القلب معاني لا يدركها إلاّ من ذاق حلاوة المحبّة الصّادقة لله تعالى.
  • أنّ المحبّ لله تعالى لا يغيب ذكر الله عن قلبه ولسانه، فتراه يحرص على الأذكار صباحًا ومساءً، كما لا ينقطع عن دعاء الله وشكره في السّراء والضّراء، فلسانه يلهج دائمًا بما يحبّه الله ويرضاه من القول الحسن والذّكر الجميل والثّناء على الله.

المقالات المتعلقة بعلامات حب الله