من بين الأوصاف التي وصف الله بها صحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أنّ سيماهم في وجوههم من أثر سجودهم لله تعالى، ولا شكّ في أنّ هذا الوصف ينطبق على أولياء الله الصّالحين، وعباد الله المتّقين الذين يخشون ربّهم بالغيب ويقيمون الصّلاة، ويلتزمون منهجَ الله تعالى وشريعته في الأرض، وسنتحدث في هذا المقال عن أثر السّجود، وعن أقوال العلماء فيه.
آراء العلماء في معنى أثر السّجودوردت عبارة أثر السّجود في قوله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رسُوْلُ اللهِ وَالَّذِيْنَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُوْنَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيْمَاهُمْ فِيْ وُجُوْهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُوْد) [الفتح:29]، وقد تباينت آراء العلماء واختلفت في معنى أثر السّجود في الآية الكريمة على النّحو التّالي:
القول الرّاجح من بين تلك الأقوال أنّ أثر السّجود هو السّمت الصّالح والسّحنة الحسنة التي تظهر على الصّالحين لتقواهم وخشيتهم لله تعالى، وكما قال مجاهد إنّه كان يرى المعنى أنّه هو الأثر الظّاهر الحسّي في الجبهة حتّى أدرك أنه قد يكون هذا الأثر عند أصحاب القلوب القاسية كفرعون مثلًا، فالمعني الصّحيح عنده هو الأثر المعنوي للسّجود والطّاعة في قلب المسلم والذي يظهر على محيّاه، وسئل بعض السّلف ما بال المتهجّدين أحسن النّاس وجوهًا فقال، لأنّهم خلوا بالرّحمن فألبسهم نورًا من نوره.
المقالات المتعلقة بأثر السجود