إنّ جسم الإنسان يحتوي على الكثير من الأجزاء التي تكمل بعضها البعض، والتي إذا ما توقّفت عن العمل يحدث خلل في توازن الحياة لدي الإنسان، ويعيش حياته بصعوبة، وتصبح حياته غير طبيعية؛ حيث إنّ كل جزء في جسم الإنسان لديه وظيفة مهمّة يقوم بعملها، ولا يُمكن إيجاد أيُ بديل يقوم بهذه المهمات الدقيقة التي خلقها الله في أحسن خلق، ولكي تبقى هذه الأجزاء تعمل بالشكل الصحيح، لا بدّ وأن يكون للإنسان دور مهم في ذلك، من خلال المحافظة على نفسه، واتباع الإرشادات والتعليمات التي تهدف إلى الحفاظ على صحته وعمل أجزاء جسمه كما ينبغي.
هناك الكثير من العادات السيئة التي يتّبعها الإنسان عادة، ولا يعلم بأنّ هذه العادات تكون مُدمرة للكثير من أجزاء الجسم على المدى البعيد، لذلك، تظهر الكثير من الأمراض بشكل مفاجئ، وهذا ناتج عن التراكمات التي حصلت على مدار شهور أو ربما سنوات من اتباع عادات سيئة، فتجعل السموم تتراكم في جسم الإنسان، وتسبب له أمراضاً مزمنة لا يسهل الشفاء منها.
من الأجزاء المهمة في جسم الإنسان هي الأسنان؛ حيث إنها الجزء الوحيد الذي يقوم بعملية تقطيع وطحن ومضغ الأطعمة حتى يسهل بلعها، وتسهيل المهمة على المعدة بهضم الطعام، وللأسنان أهميّة كبيرة في النطق؛ فهي تساعد في جعل الحروف تخرج بالطريقة الصحيحة والمفهومة، لهذا، نجد صعوبةً عند من لا يملكون أسنان بنطق بعض الحروف، وعدم الفهم الكامل لحديثهم؛ لصعوبة خروج بعض الكلمات، هذا ولن ننسى الجمال الذي تضفيه الأسنان على وجه الإنسان، وسر جمال الابتسامة يكمن في الأسنان.
لا بُدّ أن نحافظ على الأسنان بالقدر المستطاع، والاهتمام بها اهتماماً كافياً، وجعلها بعيدةً عن الأمراض التي تصيبها، لذلك، يجب أن نكون على دراية كاملة بطرق المحافظة على الأسنان، وأنواع الأمراض التي تصيبها، وأعراضها لمحاولة تفاديها.
إنّ من أكثر ما يصيب الأسنان شيوعاً هو التسوس، ويصيب الأسنان في كافة المراحل العمرية وخاصة الأطفال، وهناك عوامل كثيرة تكون السبب في تسويس الأسنان، ألا وهي البكتيريا أو ما يعرف علمياً باسم (الترسبات الرخوية)؛ فهذه الترسبات تنتج من بقايا الطعام الذي يعلق بين الأسنان أثناء عملية المضغ من سكريات ونشويات، والعامل المهم لتكون هذه البكتيريا هي ترك الأسنان لفترات طويلة من دون تنظيف أو اهتمام.
والطريقة التي يحدث بها التسوس هي كالآتي: تبدأ بتجمّع البكتيريا، وتتكون طبقة، ومع وجود اللعاب تلتصق بالأسنان، وعند القيام بتناول أطعمة تحتوي على كربوهيدرات، تكون للبكتيريا القدرة على تحويل هذه المواد إلي أحماض، وتقوم بإفرازها على الأسنان كي يتحلل الجزء الصلب منها، وتبدأ أولى عمليات تسوس الأسنان، ويؤدي ذلك إلي ظهور تجويفات في الأسنان؛ وذلك بفعل قوة الأحماض التي تعمل على تحليل طبقات الأسنان واحدةً وراء الأخرى.
وثاني أكثر ما يصيب الأسنان هو التهاب اللثة، واللثة هي النسيج الذي يحيط بالأسنان ويغطيها، ويحدث التهاب اللثة بسبب تراكم البكتيريا، مما يؤدي إلى تورمها واحمرارها، وأحياناً نزيف بسيط عند استخدام فرشاة الأسنان، ومن الملاحظ أنّ المسبب الرئيس للتسوس والتهاب اللثة هي البكتيريا، ولكن ليس هذا وحسب.
وهناك عوامل أخرى تكون ذات أهمية لضعف البنية التي يجب أن تكون عليها الأسنان، وهي تناول طعامٍ يكون ناقصاً من العناصر الأساسية كالكالسيوم، وهذا يظهر جلياً عند الأطفال الذين يكونون في مرحلة تكوين الأسنان، ولا توجد عناصر أساسية في طعامهم، فستكون بنية الأسنان ضعيفة، ويسبب لهم التسوس والكسر بسهولة.
وعند الحديث عن كبار السن، فأكثر العادات شيوعاً، والتي تسبب الكثير من التشوه والدمار للأسنان، هي عادة التدخين؛ حيث قامت دراسات كثيرة بإثبات أن التدخين يؤدي إلى التهاب الأنسجة الداعمة للأسنان، وتآكل طبقاتها بفعل ارتفاع حرارة الفم جراء التدخين، ناهيك عن المظهر السيء الذي يبدو عليه المدخنون، فيتغير لون الأسنان من الأبيض الناصع إلى ألوان داكنة، ويجعل التدخين الابتسامة غير جميلة.
هناك الكثير من الطرق التي يجب أن يتبعها أيّ إنسان للمحافظة على أسنانه من الأمراض، وهذا ليس بالصعب، فالأمر سهل جداً، ويحتاج إلى التعود فقط لا أكثر، وأهم ما في الأمر هو زيارة طبيب الأسنان ولو مرة في السنة؛ كي تستفيد من النصائح التي سيقدمها لك، وتعرف الحالة التي عليها أسنانك، وتقي نفسك من المشاكل التي قد تكون في بدايتها، ويكتشفها طبيب الأسنان ويخبرك بها.
ويجب الانتباه لما يتناوله الطفل، ومحاولة منع الحلوى والسكريات، التي يتناولها أغلب الأطفال، وتسبب لهم الكثير من المشاكل، وتبديلها بالفواكه والخضروات التي تفيدهم كثيراً في بناء أجسامهم بنية قوية ومتينة، ومن جانب آخر، لا بُد أن نعوّد أطفالنا كي يحافظوا على أنفسهم، وأن يقوموا بشكل يومي باستخدام الفرشاة والمعجون لتنظيف أسنانهم تحت إشرافنا، وتعليمهم الطريقة الصحيحة للتنظيف، وتذكّر دائماً بأن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر، فما تعلّمه لابنك وهو صغير سيبقي مستمراً فيه حتى يكبر، لذلك، يجب أن نعود أطفالنا على كل ما هو صحيح وسليم ومفيد لصحتهم، وأن نتعلم الطريقة الصحيحة في التعامل مع حالات إصابة أسنانهم كفقدانها نتيجة حادث معين.
المقالات المتعلقة بكيف أحافظ على أسناني