ما قبل إجراء المقابلة صحفية بالبداية، عليكَ كصحفيٍّ أن تكون مُستعداً للمقابلة الصحفية، وذلك بأن تكون قد قمت بالقراءة بشكل دقيق عن الموضوع الذي ستتم المقابلة لأجله أو عن الشخصية التي يجري اللقاء معها، فمن الهامّ وأنت تجري المُقابلة أن تكسب ثقة وإعجاب ضيفك، وذلك عندما يعرف أن من يقوم بإجراء اللقاء معه شخص مثقف وملم بتفاصيل التفاصيل التي تخصه أو تخص الحدث المحوري للقاء، وعليك بالابتعاد عن الأسئلة التي تستطيع معرفة الإجابة عليها من مصادر أقل رسمية، كأن يمكن أن تحصل على إجابتها من أطراف أقل أهمية كمساعد الضيف، فإن أجريت معه الاتصالات بغاية تحديد موعد المقابلة، اطرح بعض الأسئلة الخفيفة، فإن تجاوب المساعد معك اطرح أسئلة أكثر.
لكن تذكر أن تكون الأسئلة أقرب إلى العموم التي يعرفها جميع المقربين من الضيف، وبهذه الطريقة تستطيع تشكيل فكرة أكثر وضوحاً عن الأمور الأهم لطرحها في اللقاء، ومن الأمور التي لا داعي لأن تسأل عنها؛ تلك الأسئلة التي لا يفتأ يكرر كل من يلتقي بالضيف فتجدها مطروحة في في أكثر من لقاء، فعلى الصحفي مشاهدة اللقاءات السابقة مع ضيفه وتجنب التكرار، ولا تهمل قراءة كل ما كُتب عن الضيف في الوثائق والكتب التي كتبها إن وجد، لتتعرف على ضيفك بشكل أفضل قبل المقابلة.
عند تحديد موعد المقابلة يمكن لك الحصول على أسماء لوثائق أو كتب جاءت على ذكر الضيف، وببساطة يمكنك سؤاله عنها فهو سيحب اهتمامك وسيزودك بهذه الأسماء بكل سرور، ولا تنسَ عند إجراء تلك المكالمة أن تحيطه بأسباب اللقاء والموضوعات التي ستتناولها به، وأخبره في بداية اللقاء عن القواعد، و احرص أن يكون كل شيء واضحاً، لتحافظ على سير الحوار وللتأكيد على أهمية الموضوع الذي ستجري المقابلة لأجله، وتأكد أن جهاز التسجيل لديك يحتوي على بطارية جيدة وواحدة إضافية، زيادةً بالحرص وورقة وقلم.
هذه هي الأمور الأولية التي يجب ان تتأكد من تنفيذها أو الحصول عليها قبل أن تجري المقابلة الصحفية، لكن ما يأتي بعد ذلك ليس أقل أهمية عما سبق.
كيفية إجراء مقابلة صحفية - القواعد والالتزام: في بداية اللقاء ذكّر الضيف أن المقابلة مسجلة، ودع الجهاز بمكان مرئي، ولا تتأخر عن المقابلة فهذا سيولد لدى الضيف انطباعاً سيئاً عنك، فهو بلا شك سيكون مرتبطاً بمواعيد أخرى وقد فرغ لك بعض الوقت، فيحبّ أن يقابلَ منك تقديراً على ذلك، وتقدّر الوقت الذي منحك إياه بعدم التأخر عن الموعد، بل وعدم القدوم قبله أيضاً.
- دقق بالتفاصيل: انتبه إلى كل شيء حولك المكان والزمان والتفاصيل الصغيرة، فهذه هي الأمور البسيطة التي ستجمّل بها مقالك بعد ذلك، وبالأخص إن وجدت أن ضيفك يهتم بأمر ما، كجمع التحف أو تكرار تحفة ما في أكثر من مكان، فمن الهام أن تتعرف على الشخصية التي ستقابلها من وجهة نظر إنسانية بحتة، انتبه إلى الصور على الجدران أكنت تقابلهم في مكاتبهم الخاصة أو في منازلهم، وتذكر ربما تبدأ مقابلتك وأنت ترى الشخص المقابل لك بشكل وتنتهي وأنت تراه بشكل آخر أكثر إنسانية أقرب إلى الواقعية مما رسم خيالك من قبل.
- جو المقابلة الهادئ والمريح: كن مُهذباً لطيفاً بتعاملك مع ضيفك، وأنت تطرح الأسئلة إن وجدت الضيف متوتراً أو يحاول تذكر الحادث الذي تتكلم عنه أو يجمع كلماته ويحاول تنسيقها؛ فهبه الوقت ليفعل ذلك، ولا تستعجله، دعه يستشعر الراحة فأنتم لستم في جلسة تحقيق، من الهام أن يعرف ويشعر بذلك.
- كسب الوقت:لو كنت تمتلك وقتاً محدوداً؛ نصف ساعة مثلاً، فلا تستعجل الضيف واجعل أسئلتك تتناسب مع الوقت، ولو كان الضيف مستعجلاً حاول التوافق مع وقته، فاطرح الأسئلة الهامة، وتقبّل الأجوبة القصيرة، لكن على أن تغطي السؤال بالكامل.
- كن مستمعاً جيداً:على الصحفي الجيد أن يتعلم الاستماع بشكل جيد، فيشعر الطرف المقابل أنك تفهم كل كلمة يقولها وكل تلميح يمرره لك، وهذا لا يعني أن تصمت على غش، فإن مرّ شيءٌ لم تفهمه قاطعه بلباقة واسأله عنه، وتذكر دائماً أن لك جمهور سيقرأ ما ينتج بالنهاية، فإن كان ضيفك يستخدم معاني أو مصطلحات غريبة، فعليك توضيحها، وإن لم تعرفها فقاطعه مباشرة واسأله عنها، لا تقلق من هذه المقاطعة؛ فغالباً من يستخدم تراكيب غريبة يستمتع بإيضاحها للآخرين.
- عند النقاط الساخنة (Hotspot):آجلاً أم عاجلاً عليك أن تطرح بعض الأسئلة الساخنة، وتلك الأسئلة هي التي قد لا يكون ضيفك سعيداً بسماعها،وستتلقى عنها الإجابات قصيرة أو تلك التي لا معنى لها أو ستتلقى أجوبة بصياغة حذرة، لكن قد لا تحصل على أي إجابة فإن حصل ذلك افعل كضيفك ورد على صمته بالصمت فالصمت ليس سيئاً، سيشعر أنه بالزاوية محاصرٌ بصمتك، فهو لا يرغب بأن يفسر صمته بأشياء لم تحصل أو لم يقلها، وهنا سيبدأ بالبوح عن معلومات جديدة. إن لم تفلح هذه الطريق اطلب منه مصادر تؤيد معلوماته التي قدمها.
- الاتصال البصري: حافظ على هذا التواصل البصري فلا تنشغل بدفتر ملاحظاتك، نعم دوّن ملاحظاتك، لكن لتكن ملاحظات صغيرة، فأنت بكل الأحوال تسجل المقابلة بالصوت، واستغل الوقت لتنتبه إلى ملامح الضيف، فمن الهام أن تحافظ على تواصلكما البصري، وادرس ملامح وجهه عند طرح الأسئلة الساخنة خصوصاً، وعندما تدون ملاحظاتك تعلم أن تجعلها مختصرة كمفاتيح لمقالك القادم، ولتقتنص ردود أفعال ضيفك عند سماعه للأسئلة تعلم أن تطرح الأسئلة غيباً، احفظها ودون في ملاحطاتك فقط مفاتيح الأسئلة، فعند ذلك يمكن أن تقرأ مفاتيح الأسئلة وتكملها دون أن تمسك الورقة لتقرأ منها، هذا أيضاً يجعلك أهلاً للثقة بالنسبة لضيفك، وسيجعلها جلسة نقاشية تتحاوران بها مع بعضكم البعض باسترخاء وراحة.
- الصورة: حاول الحصول على كاميرا احترافية قبل اللقاء وصور ضيفك خلال الجلسة لو لم تستطع الحصول على مصور تذكر أن تحصل على الترايبوت الخاص بالكاميرا لتلتقط الصور لنفسك مع الضيف وأنت تحاوره، حاول عدم الاستعانة بصور قديمة ، وإن فعلت تلاعب بالصورة كأن تجعل الصورة بالأبيض والأسود أو تجعلها بواسطة برامج الصور كلوحة مرسومة (بورتريه).
- قبل النهاية:قبل أن تنهي اللقاء اسأل الضيف إن كنت قد نسيت أن تطرح عليه سؤالاً هاماً، لا تترك الضيف قبل أن تحصل منه على بطاقة الزيارة الخاصة به ومزودة بأرقامه الخاصة وبريده الإلكتروني، ولو كان اللقاء سيتكرر حاول تحديد موعد تقريبي كأن تتفقوا أن تكرروه بعد أسبوعين مثلاً، ولو كنت تعمل على موضوع معين وضيفك مختص به، اسأله إن كان يستطيع تزويدك بمختص في الموضوع نفسه فغالباً سيرشدك إلى أفضل الأشخاص، ويستطيع تزكيتك عندهم وتزويدك بأرقامهم الخاصة، فبالتأكيد، المختصون بقضية ما يتواصلون مع بعضهم البعض بشكل دائم، ولا تنسَ بالنهاية أن تشكر ضيفك على وقته الثمين قبل أن تخرج.
- بعد اللقاء: بعد انتهاء اللقاء فرغ ساعةً على الأقل من اليوم نفسه أو على الأبعد باليوم التالي ثم راجع ملاحظاتك، قبل أن تنسى ما كنت تقصده بالمفاتيح التي كتبتها في دفتر ملاحظاتك، قم بكتابة المعنى الذي قصدته بكل مفتاح دونته، قم بتفصيلها، فاذكر كل ما خطر ببالك عندما كتبت الملاحظة المختصرة.