الحِوار أحدُ أهمّ أساسيّات الحياة البشريّة؛ فهو وسيلة التّواصل والاتصال بين النّاس، وطريقةُ نقل الثّقافات والحضارات، والتّعايش بين كافة أجناسِ البشر؛ فبالحوار تَتَحققُ معاني التَّفاهم وحلِّ المُشكلات، ويتم تحديد دور كُلِّ شخصٍ في الأُسرة أو في العمل أو في المجتمع ككلٍّ.
إنّ الحوار الذي يَقوم على الأُسس الصّحيحة، والعقليّة المُتفّتحة النّاضجة له أثرٌ كبيرٌ في القضاء على النِّزاعات والخصومات بين أفراد المجتمع، كما أنّه يُساعد في حلِّ المشكلات التي تَنتج بسبب الاختلاف العِرقيّ، أو الدِّينيّ، أو المذهبيّ، ممّا يَضمنُ لكافّة البشر التّعايشَ السِّلميّ جَنبًا إلى جنب دون تَعدٍّ لطرفٍ على آخر؛ ومن أشهر الأمثلة على الحوار: حِوارُ الأديانِ السّماويّة، الذي يُعْقَد من حينٍ إلى آخر لِضمان حُريةِ وتعايشِ كُلّ من ينتمي لدِّينٍ سماويٍّ مع أبناءِ الدِّينِ الآخر دون تمييزٍ، مهما كانت البُقعة المكانيّة التي يعيشون فيها.
الحوار في اللُّغة العربيّة من الفِعل الرُّباعي المُعتّل: حَاوَرَ، أي رَاجَعَ الكلام وتناقش وتبادل الكلام مع طرفٍ آخر؛ فالحوار هو تبادل الحديث مع طرفٍ، أو أطرافٍ آخرين مع مراعاةِ الاحترام، وعدم التّعصب للرأي أو الفكرة، وإنمّا الهدف هو استعراض ما لدى المتحاورين من ثقافاتٍ.
تعلُّم فن الحواريُعد الحوار مهارةٌ كغيرها من المهارات التي يُمكن اكتسابها بالتَّمرين والتّدريب؛ فالهدف من الحوار هو تبادلُ الآراء والتَّوصل إلى حلٍّ وسطٍ يُرضي جميع الأطراف، والخروج بأفكارٍ جديدةٍ مكتَسّبةٍ من الطّرف الآخر، في جوٍّ يَعُمُّه الهدوء والرَّاحة النّفسية، وبعيدًا عن التّعصُّب والتّطرُّف.
فنُّ الحوار يُكتَسبُ بتطبيق بعضٍ أو كُلٍّ ممّا يلي:
المقالات المتعلقة بكيف أتعلم فن الحوار