يُعرف الماس بأنّه معدناً نادر الوجود، ويتكوّن من الكربون، حيث يحيط بذرّة الكربون أربع ذرات كربون أخرى متّصلة بروابطٍ تساهميةٍ قويةٍ، ويعتبر الماس من أقسى المواد الطبيعية المعروفة، بالإضافة إلى أنّه مقاوماً كيميائياً، وموصلاً حرارياً ممتازاً، ويمتاز بخصائص بصريّة خاصة مثل ارتفاع مؤشّر الانكسار، وتشتت عالي، وبريق عالي، هذه الخصائص الفريدة جعلت هذا المعدن من الأحجار الكريمة الأكثر شعبية في العالم، وفي هذا المقال يتم الحديث بتوسّع عن هذا المعدن ومصدره.[١]
مصادر معدن الماسيعتقد الكثير من الناس أنّ مصدر الماس هو الفحم، لكن هذه المعلومة خاطئة؛ فلا دور للفحم في تشكيل الماس، حيث إنّ معظم الماس الذي تمّ تأريخه هو أقدم من النباتات البرّية الأولى على سطح الأرض والتي تُعتبر مصادراً للفحم، أمّا المصادر الحقيقية للماس الطبيعي هي أربعة يمكن تلخيصها كالآتي:[٢]
انفجارات بركانية عميقةيعتقد الجيولوجيون أنّ الماس يتم تشكيله في طبقة الوشاح تحت درجات حرارة وضغط عاليين جداً، ويُنقل إلى سطح الأرض عبر انفجارات بركانيّة عميقة تترك وراءها أنابيب تُدعى أنابيب الكيمبرليت واللامبرويت، والتي يبحث عنها منقبو الماس، وفي هذ الانفجارات تنتقل الماغما المنصهرة بسرعةٍ من أعماق طبقة الوشاح مروراً بمنطقة استقرار الماس حيث تسحب معها الماس وقطع من الحجارة بسرعة كبيرة إلى السطح، وتسمّى هذه الحجارة (بالإنجليزية: xenoliths) وقد تكون محمّلة بالماس.[٢]
رواسب المحيطتم العثور على الماس الصغير في الصخور التي طُرحت إلى طبقة الوشاح وشكّلت ما يسمّى بنطاق الطّرح بفعل حركات الصفائح التكتونية، حيث تنزلق إحدى الصفائح المتقاربة من بعضها مجبرةً إلى طبقة الوشاح، ولأنّها انخفضت للأسفل فستتعرّض إلى زيادة بالضغط ودرجة الحرارة، كما أنّ هذا النوع من الصخور نادر جداً، وإن وُجد فإنّه غير صالح للاستخدام التجاري.[٢]
اصطدام الكويكباتتم العثور على الماس في وحَول الفوّهات والحفر الناتجة عن اصطدام الكويكبات بسطح الأرض، بحيث تنتج قوةً هائلةً وضغط ودرجات حرارة عالية جداً عند الاصطدام، فهذه الظروف كافيةً لتشكيل الماس وبالأخص إذا كانت الصخور المستهدفة تحتوي على الكربون، وعلى سبيل المثال، فقد عُثر على الماس في حفرة بوبيغاي في شمال سيبيريا، روسيا، بالإضافة إلى العثور على الماس الصغير في ميتور كريتر في ولاية أريزونا.[٢]
النيازكوجد باحثو وكالة ناسا الفضائية أعداداً كبيرةً من الألماسات النانوية (بالإنجليزية: Nanodiamonds) في بعض النيازك، بحيث يتحوّل 3 بالمئة من الكربون الموجود في هذه النيازك إلى هذه الألماسات، ويُعتقد أنّ هذا الماس قد تشكّل في الفضاء أثناء اصطدامات عالية السرعة وغيرها من الأحداث القوية، وتكون هذه الألماسات صغيرة جداً وتستخدم كأحجار كريمة أو مواد كاشطة صناعية، وعلى سبيل المثال، فقد وجد باحثو سميثسونيان أعداداً كبيرةً من الماس الصغير عندما قطعوا عينةً من نيزك ألين هيلز.[٢]
الدول التي تنتج الماسهناك سبعة دول قادت العالم إلى إنتاج الماس لمدة أكثر من عقد على مرّ الزمن، فهي تنتج ما يقارب أكثر من مليون قيراط سنوياً، وهم على حسب كمية الإنتاج: روسيا، وبوتسوانا، وكندا، وأنغولا، وجنوب أفريقيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وناميبيا، وهناك مجموعة دول أخرى تنتج أقل من مليون قيراط سنوياً وتقل سيطرتهم على السوق عن المجموعة السابقة، وهم على حسب كمية الإنتاج: أستراليا، وغانا، وغينيا، وغيانا، وليسوتو، وسيراليون، وتوغو، وزيمبابوي.[٣]
جودة حجر الماسطوّر معهد الأحجار الكريمة في أمريكا طريقة موحّدة لتقييم جودة حجر الماس، وعُرفت الطريقة باسم The 4Cs of Diamond Quality، وتعود ال 4Cs إلى العوامل الآتية: اللون (بالإنجليزية: color)، والقطع (بالإنجليزية: Cut)، والوضوح (بالإنجليزية: Clarity)، ووزن القيراط (بالإنجليزية: Carat Weight)، حيث يتم تحديد جودة ونوعية حجر الماس من خلال هذه العوامل الأربعة كالآتي: [١]
لا يقتصر استخدام الماس للمجوهرات والحلي فقط، إنما له استخدامات أخرى سنتعرف عليها كالآتي:[١]
المقالات المتعلقة بما هو مصدر معدن الماس