ليلة القدر ليلة القدر هي ليلة عظيمة من ليالي شهر رمضان المبارك، بل أعظم ليالي السنة كلها، تصادف إحدى الليالي الفردية من العشر الأواخر من رمضان، لم يحدد الله سبحانه وتعالى موعدها تماماً في الكتاب أو السنة، والحكمة من ذلك حث العباد على الإكثار من الطاعة في هذه الأيام، وقد أجمع أهل العلم في أن تكون ليلة السابع والعشرين من الشهر المبارك فيما يبقى هذا اجتهاد لا أكثر.
تستمد ليلة القدر قدسيتها من ذكرها في القرآن الكريم، ومن تعظيم أجر العبادة فيها، فقد قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) [القدر: 3]، إضافة إلى أنّ أولى آيات القرآن الكريم قد أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة فزادتها تشريفاً، ناهيك عن أنّ الله سبحانه وتعالى يُقدّر فيها رزق كل عبد وما سيصيبه، وعليه سميت ليلة القدر لقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان:3-4].
كيفية صلاة ليلة القدر عند السنة - استحضار النية الخالصة لله تعالى، فلا يصح أن يكون القصد منها السهر في المساجد إلى ساعات متأخرة من الليل والصلاة بالمعية.
- يمتد وقت صلاة ليلة القدر من بعد صلاة التراويح إلى ما قبل أذان الفجر.
- يحرص المسلمون على إحياء ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين من الشهر الكريم فقط، مع العلم بضرورة المداومة على الاعتكاف في المساجد طوال العشر الأواخر مع الاجتهاد في الطاعات في الليالي الوترية.
- صلاة ليلة القدر ليس لها هيئة معينة، إنّما يستحب فيها الاستعداد التام للاستيقاظ حتّى أذان الفجر، لأداء ركعات التراويح المعتادة بعد صلاة سنة العشاء مع الإطالة في قراءة ما تيسر من القرآن بعد سوة الفاتحة والتقليل من السجود، وأن تُؤدى مثنى مثنى وتختتم بوتر.
- يستحب في صلاة ليلة القدر قضاء الفوائت لمن عليه فوائت، فهي أولى من صلاة النوافل، وقراءة القرآت، والتسبيح.
- يمكن للمراة الحائض أو الرجال الذين يناوبون في أعمال ليلة كالحراسة أو الاستقبال الهاتفي في شركات الاتصال إحياء ليلة القدر، ويكون ذلك بذكر الله سبحانه وتعالى، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم.
من أدعية ليلة القدر - ( لَّهمَّ إيَّاكَ نَعبُدُ ، ولَكَ نصلِّي ونَسجُدُ وإليكَ نَسعَى ونَحفِدُ، نَرجو رَحمتَكَ، ونَخشَى عذابَكَ، إنَّ عذابَكَ بالكافِرينَ مُلحِقٌ، اللَّهمَّ إنَّا نَستعينُكَ ونَستغفِرُكَ، ونُثني عَليكَ الخيرَ، ولا نَكْفرُكَ، ونؤمنُ بِكَ، ونخضَعُ لَكَ، ونَخلَعَ مَن يَكْفرُكَ) [إسناده صحيح].
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها قالَ قولي اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي). [صحيح]