تعتبر الصلاة من العبادات الرئيسية ذات القيمة العالية والمكانة التي لا نظير لها في الشريعة الإسلامية، بل وحتى في مختلف الشرائع الدينية، لما لها من قيمة روحية، وتأثير عظيم على النفس الإنسانية؛ فالصلاة في الإسلام هي الوسيلة التي يتقرب بها الإنسان من الله تعالى، وهي السبيل لمناجاة العبد لربه، فيبث همه وحزنه إلى الله تعالى ويفرغ ما في نفسه من كظائم، ودفائن، فيعود نقي السريرة، أبيض القلب، على أحسن صورة وهيئة.
صلاة الجماعةللصلاة دور آخر بالتوازي مع ما سبق ذكره، خاصّةً في ظل التأكيد المستمر على وجود نمط آخر للصلاة غير الصلاة الفردية، وهي صلاة الجماعة، وهذا النمط من الصلاة يقتضي أن يُصلّي الناس مع بعضهم البعض من خلال ثنائية الإمام والمأمومين، فقد ورد في الأثر من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنّه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللَّهُمَّ صلِّ عليهِ اللَّهمَّ ارحمهُ وَلَا يَزَالُ أَحدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتظر الصَّلَاةَ)، وفي حديث آخر تفوق صلاة الجماعة الصلاة الفردية بسبع وعشرين درجة، وهذا الترغيب في صلاة الجماعة لم يأت من فراغ؛ فصلاة الجماعة بوابة لازدياد العلاقات الاجتماعية بين الناس، وبوابة لتكافل المجتمع مع بعضه البعض.
صلاة الجمعةفرض الله تعالى علينا خمس صلوات في اليوم والليلة، ومن الأفضل تأديتها في المسجد كما ذكر سابقاً في الحديث الشريف، والهدف منها هو نشر المحبة والمودة والألفة بين الناس، حيث يلتقون مع بعضهم البعض عدة مرات في اليوم ليتبادلوا أطراف الحديث، فصلاة الجماعة توثق هذه المعاني وهذه القيم التي نادى بها الرسول العظيم وجاءت به رسالة الإسلام الحنيف.
صلاة الجمعة هي من الفرائض التي تؤكد على ضرورة التواصل بين أفراد المجتمع الواحد؛ حيث تتضمّن خطبةً قصيرة تُعلّم المصلين التدين الصحيح والسليم، وضرورة التحلي بالأخلاق الكريمة كما أوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
الصلوات التي تصلى جماعةالمقالات المتعلقة بأين تتجلى قيمة الصلاة في الحياة الاجتماعية