كلّنا نعلم " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ، وأنّها اتّصال ما بين العبد وربّه ، ففيها يقف الإنسان بين يدي وفي حضرة خالقه عز وجل ، يناجيه ويدعوه ويتقرّب إليه ويبثّه همّه وشكواه ، فيما ابتلاه ، ويشكره ويحمده على ما أعطاه ، وميّزه عن سواه ، ومن المفروض في الصلاة أن تخلو من كل مشاغل الحياة الأخرى ، فالتّاجر ينقطع روحيّاً وفكريّاً وذهنيّاً عن التفكير في تجارته وصفقاته وما إلى ذلك ، وينحصر وجدانه وشعوره وإحساسه كله في حوار واتّصال تام مع الله ، فلا يجوز في الصلاة السهو والنّسيان والإنشغال في أي شأن من شؤون الحياة ، ولكن الشيطان الرجيم الذي خاطب رب العزّة بعد طلب من الله عز وجل أن يمهله إلى حين فصرّح بحقده وعداوته اتّجاه الإنسان قائلاً : " وعزتك وجلالك لأغوينهم أجمعين ، ولأقعدن لهم صراطك المستقيم " ، وتطبيقاً لنظريّته الشيطانيّة تلك مع الإنسان فهو يدخل إلى صدره في صلاته يوسوس له بكل ما يشغله عن أداء الصلاة حقّها كما يجب ، فيقع الكثيرين ضحايا وفرائس سهلة لهذه الوسوسات الابليسيّة فيكون الخطأ والسهو والنسيان والتشاغل في الصلاة، فما العمل لتصحيح هذا الخطأ ؟
إنّ خير طريقة لتصحيح هذا الخطأ هو أسلوب وطريقة قدوتنا وأسوتنا في الحياة ، الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول :
"إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى ثلاثاً، أم أربعاً، فليطْرح الشك، وليَبْن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يُسلِّم، فإن كان صلى خمساً شفَعْن له صلاته، وإن كان صلى إتماماً لأربع كانتا ترغيماً للشيطان" رواه مسلم.ومعنى الحديث هو التّالي : إذا شعر المصلي أو أحس أو شك بأنه قد سهى أو نسي أو تشاغل في صلاته ، فعليه أن يجعل من الشك يقيناً ويقوم قبل التّسليم في نهاية الصلاة بالسجود مرّتين ثم التّسليم بعد ذلك . فإن كان سهوه زيادة في الركعات ، احتسبت نافلة له ، وإن كان في سهوه نقصان ، عوّضت سجدتيه الأخيرتين ذلك ، والله أعلم .
المقالات المتعلقة بكيفية تصحيح الصلاة