بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد،
التدبير: هو الإدارة أو اتخاذ الإجراءات المناسبة في أمرٍ معين، والتدبير المنزلي: هو حُسْن القيام على أمور المنزل وإدارتها بما يحقق مصلحة المنزل والأسرة التي تعيش فيه. وللتدبير المنزلي أهمية كبيرة، فحتى تتمكن الأسرة من تسيير أمورها وقضاء حوائجها، لا بد لها من التدبير المنزلي الفعال والمناسب، وكما يقال: التدبير نصف المعيشة.
وينبغي للأسرة أن تكون دائمًا حريصةً على تدبير المنزل والقيام على أموره وشؤونه، وحتى تتمكن من ذلك لا بد لها من الاتفاق على برنامجٍ معين يشمل كل الأمور والمجالات التي تخص المنزل، بما فيها: الميزانية الأسرية، وإدارة الطعام والشراب في المنزل، والرعاية الصحية لأفراد الأسرة، وإدارة أعمال النظافة في المنزل، وغير ذلك.
ولا شك أن من أهم المجالات التي يجب على كل أسرةٍ أن تأخذها بعين الاعتبار في عملية التدبير المنزلي هي الميزانية المالية للأسرة، فإذا كان للأسرة ميزانية مالية شهرية أو سنوية منظمة، فحينها سيسهل عليها إدارة المجالات الأخرى في المنزل.
فالميزانية الأسرية: هي قائمة تشمل عدة بنود، وهي: بند الدخل أو الإيرادات، وبند النفقات، وبند الادخار. فلا بد لكل أسرة من الاهتمام بهذه الميزانية وحسن إدارتها ومحاولة تجنب ومعالجة المشاكل فيها، ومن تلك المشاكل: العجز في هذه الميزانية، حيث تكون النفقات المترتبة على الأسرة أكثر من الإيرادات الداخلة عليها، وهذا العجز يجب علاجه والتخلص منه، ومن أسباب نشوء هذا العجز في الميزانية: تدهور الوضع المالي للأسرة، فقد ينخفض الدخل الشهري لها، أو ينقطع، وقد يسبب هذا العجز سوء الإدارة والتدبير في المنزل، ومن أسبابه الأخرى سوء تقدير النفقات التي يجب على الأسرة إنفاقها، فقد تُعِدُّ الأسرة ميزانية شهرية يكون فيها نفقات كثيرة لا حاجة لها، ومن هنا جاءت أهمية التدبير المنزلي الذي نتكلم عنه في هذا المقال، ومن مساوئ هذا العجز أنه يحرم الأسرة من فرصة الادخار من الدخل، ويوقعها في الديون.
وقد يكون هناك فائض في الميزانية، حيث تكون الإيرادات أكثر من النفقات، وهذا الفائض هو دليل على قوة المركز المالي للأسرة، ودليل على حسن تدبيرها وإدارتها لشؤون المنزل المختلفة، فهذا الفائض يريح الأسرة من الوقوع في الديون، ويهيأ لها فرصة الادخار والتوفير من تلك الإيرادات الفائضة والزائدة عن حاجاتها.
إن من التدبير المنزلي أن تقوم الأسرة بالاقتصاد والتقشف في المعيشة قدر الإمكان في حالات ضعف المركز المالي للأسرة، فقد يكون هناك للأسرة حاجات ورغبات كثيرة بالإنفاق، ولكن أكثر تلك النفقات هي في الأمور الكمالية، ففي حالة الضيق المالي يتوجب على الأسرة الاستغناء عن تلك النفقات الكمالية، وإعادة عمل ميزانية جديدة يتم فيها مراعاة الأمور الضرورية والحاجات الأساسية للأسرة، فهذا التصرف هو من حسن التدبير المنزلي.
وإذا أرادت الأسرة التدبير المنزلي الأمثل لا بد لها من أن تأخذ تعاليم وأحكام ديننا الحنيف بعين الاعتبار، ومنها التي تنهى عن الإسراف والتبذير، وإضاعة المال، والترف، حيث تتقي الله في المال الذي يدخل عليها، فَتُنْفقه بما يرضي الله، وبما يحقق مصلحة الأسرة.
المقالات المتعلقة بكيفية تدبير المنزل