تلوث الماء إن الماء هو أساس الحياة على هذه الأرض، وهو ضروري من أجل قيام الإنسان بمختلف نشاطات الحياة، من صناعة وزراعة ونقل وغيرها، ولكن حدث أن تفاقم على المستوى العالمي مشكلة ارتبطت بالماء، هي مشكلة التلوث، الّتي تعرّف على أنّها دخول مواد غريبة إلى الماء؛ الأمر الذي يتسبب في حدوث تغير في خصائص الماء الكيميائية، والفيزيائية، والحيوية، فيفقد الماء قيمته الاقتصادية، ويصبح ضارّاً عند الاستخدام.
إنّ لاتساع النشاط الاقتصادي والزراعي للإنسان دوراً في تفاقمها، وسوف نتناول في هذه المقالة العوامل الملوّثة للماء بنوعيها الطبيعية والبشرية، وبعض سبل المحافظة على مصادر المياه من التلوث.
العوامل الملوّثة للماء
- عوامل طبيعية: هي التي ليس للإنسان علاقة فيها، كما هو الحال مع البراكين التي تتسبب في زيادة المواد الكبريتية والغازات في الماء، كذلك الفيضانات الّتي ينتج عنها زيادة في معدل الأملاح والطمي وكذلك الغرين في المياه السطحية.
- عوامل بشرية: تتمثل بالأنشطة الّتي يؤدّيها الإنسان، ومن الأمثلة عليها: إلقاء المصانع للمياه الملوّثة الناتجة عن التصنيع أو التبريد في الأنهار والبحار القريبة منها، كذلك تلوّث المسطحات المائية بالنفط الذي يتسرّب في بعض الأحيان من ناقلات النفط إثر اصطدامها ببعض الصخور أو في أحيان أخرى لاصطدامها بناقلة نفط أخرى، ممّا يؤدّي إلى تشكل بقع نفطيّة كبيرة تطفو على وجه الماء؛ فتمنع ذوبان الأكسجين في الماء وبالتالي تضرّر الثروة البحرية وهلاكها، ولا ننسى أنّ الإقبال الكبير على استخدام الأسمدة الكيماويّة والمبيدات الحشرية قد أثّر سلباً على مصادر المياه بنوعيها السطحية والجوفية، كتسرّب هذه المواد إلى باطن الأرض.
كيفيّة المحافظة على الماء من التلوث
- زيادة الوعي حول أهميّة الماء، وسبل المحافظة عليه من خلال: تضمين ذلك في المناهج التعليميّة، وعقد الندوات والمؤتمرات لبحث هذا الشأن، إضافة إلى دور وسائل الإعلام الكبير في هذه النقطة.
- الفحص الدوري لطبيعة الماء، من أجل تحديد ما يتعرّض له من ملوّثات على اختلاف أنواعها، وتسهيل السيطرة عليها، والتخفيف من حدّة آثار التلوث.
- تشريع القوانين الّتي من شأنها أن تمنع الممارسات والسلوكيّات التي تتسبب في تلويث المياه، مثل التشديد على معالجة المياه العادمة قبل أن تصرّف في المسطحات المائية المختلفة، واتباع المعايير القانونية عند إنشاء حفر امتصاصية، من أجل الحد من تسرّب ماء الصرف الصحّي، وأن يتم التعامل مع المناطق التي يوجد فيها مصادر للمياه كمناطق محمية، يمنع العبث فيها.
- مراقبة وضبط عمليّة نقل النفط في المسطحات المائية من بحار، وأنهار، ومحيطات، تجنّباً لحدوث عمليات تسرّب للنفط في الماء، وما ينتج عنه من خطر يداهم حياة الثروة البحرية.