هو عبد الله بن عثمان القرشيّ٬ لُقِّبَ بعد إسلامه بعِدّة ألقاب منها: الصدّيق٬ والعتيق٬ وُلد في مكة المكرّمة بعد سنتين تقريباً من عام الفيل٬ وكان من وجهاء مكّة وأشرافها وأغنيائها٬ وذا شأنٍ كبيرٍ بينهم٬ وكان يشتهر بعفته قبل الإسلام؛ إذ إنّه حرّم الخمر على نفسه قبل الجاهلية ولم يشربها لا في الجاهلية ولا بعد دخوله في الإسلام.
إسلامهكان أبو بكر الصدّيق من كثيري السّفر بسبب تجارته وعمله٬ فكان يختلط بأتّباع الدّيانات الأخرى وبالأخص النصرانية٬ وكانت تربطه بالنبيِّ محمد صلّى الله عليه وسلّم علاقة صداقةٍ وثيقةٍ قبل الإسلام٬ وكان يعرف سيدنا محمد ويعرف خُلُقه وصدقه٬ فلّما دعاه سيدنا محمد للإسلام وقرأ عليه القرآن آمن به وصدّق برسالته٬ وآمن بالله تعالى وحده لا شريك له٬ فكان أوّل من أسلم من الرجال الأحرار٬ وفرح الرسول صلّى الله عليه وسلّم بإسلامه فرحاً شديداً.
بعد إسلامه أخذ يدعو إلى الإسلام مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم الذين يخالطهم ويثق بهم٬ فأسلم على يديه عددٌ من الصحابة الكرام منهم: سعد بن أبي وقاص٬ وأبي عبيدة الجراح٬ والأرقم بن أبي الأرقم٬ وعثمان بن عفان٬ وعبد الرحمن بن عوف٬ وبناته أسماء، وعائشة٬ وابنه عبد الله٬ وزوجته٬ وخادمه.
رافق أبو بكر الصدّيق النبي صلّى الله عليه وسلّم في هجرته إلى المدينة المنورة٬ وكان له شأنٌ عظيمٌ في الجهاد في سبيل الله٬ حيث إنّه لازم الرسول عليه الصلاة والسلام في أغلب الغزوات؛ فشهد مع النبيِّ غزوة بدر٬ إضافةً إلى غزوة أُحد٬ وغزوة بني النضير٬ وغزوة بني المصطلق٬ وغزوة الخندق وغيرهم.
خلافتهتوفي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم الإثنين في السنة الحادية عشر للهجرة٬ ولمّا علم الصحابة بخبر وفاة النبيِّ اجتمعوا للشورى فيما بينهم لترشيح خليفةٍ للنبيّ٬ وبعد محادثاتٍ وتشاورٍ تمّت بيعة أبو بكر الصدّيق ليكون خليفةً لرسول الله٬ وأول الخلفاء الراشدين٬ وبدأ تسلُّمه لإدارة شؤون الدولة الإسلامية واستعان بالصحابة رضوان الله عليهم لمعاونته على أمور البلاد؛ فباشر هو شخصياً أمور القضاء في الدولة٬ إضافةً إلى عمر بن الخطاب أيضاً٬ وعيَّنَ زيد بن ثابت لإدارة شؤون الكتابة (البريد)٬ وعيَّن أبي عبيدة بن الجراح لإدارة شؤون بيت مال المسلمين.
جهادهكان لأبي بكر الصدّيق شأنٌ عظيمٌ أثناء خلافته للدولة الإسلامية٬ خصوصاً بعد تصدى لردة قبائلٌ كثيرةٌ عن الإسلام بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام٬ وأحرز انتصاراتٍ عِدّة للإسلام والمسلمين٬ منها:
دامت خلافة أبو بكر الصدّيق ما يقارب من العامين والثلاثة أشهر وثمانية أيام٬ وتوفي رضي الله عنه وأرضاه في العام 13 للهجرة٬ وعمره ثلاثة وستون عاماً٬ وقد أوصى أن يدفن بجوار النبي صلّى الله عليه وسلّم.
المقالات المتعلقة بكم كانت مدة خلافة أبو بكر