العمل بين الماضي والحاضر يُعتبر العمل واحداً من أهمّ الأنشطة الإنسانية على الإطلاق؛ فهو أساس النهضة والتطوّر في العالم ومنذ فجر التاريخ الإنساني؛ ذلك لأنّ العمل قادر على استغلال المهارات التي وهبها الله تعالى للإنسان من أجل تحقيق المصالح المختلفة، وتحقيق التكامل في هذه الحياة، فالإنسان فرد لا يستطيع القيام بكل الأعمال دفعة واحدة، وتلبية احتياجاته الأساسية كاملة، ولهذا فهو محتاج إلى البشر من أجل تحقيق الغايات السابقة.
تطورت الأعمال منذ فجر الإنسانية إلى يومنا هذا؛ حيث بدأت بسيطةً جداً وأخذت تنمو وتكبر وتتعقّد إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في يومنا هذا؛ فالأعمال اليوم منظّمة إلى أبعد درجة ممكنة، كما أنّ طبائعها وطرق تنفيذها قد اختلفت عمّا كانت عليه في القدم، وهي يوماً عن يوم تتحوّل من أعمال تتطلّب مجهودات بشرية خالصة إلى أعمال تنفّذ عن طريق الآلات والاختراعات الحديثة، ممّا قلّل من الحاجة إلى المجهودات البشرية بشكل كبير.
قيمة العمل بالنسبة للأفراد - يُساعد العمل على اتصال الناس مع بعضهم البعض؛ فكثيرٌ من العلاقات الاجتماعية خرجت من رحم الأعمال وبيئاتها المختلفة.
- يساعد العمل على توفير احتياجات الناس الرئيسية، بل وحتى الثانوية، كما ويكسب العمل الأفراد الأموال الكافية التي تُساعدهم على العيش عيشةً كريمة ومحترمة.
- تطور الأعمال من مهارات الأفراد المختلفة؛ كمهارات الاتصال، والمهارات التي لها علاقة بالتخصّص، والمهارات الحياتية وغيرها، ممّا يزيد من إنتاجيتهم، ويساعدهم على الارتقاء في هذه الحياة.
- يرفع العمل من قيمة الفرد في مجتمعه من خلال رفعه لمستوى وعيه وإدراكه، خاصّةً إذا كان يعمل في المجالات الفكرية والتي تحتاج إلى إعمال العقل لحل المشكلات المتنوعة.
قيمة العمل بالنسبة للمجتمع - يُطوّر العمل من المجتمعات من خلال توفير الاكتفاء الذاتي لها، والاكتفاء الذاتي ضروري جداً من أجل تخفيض قيم الواردات إلى أدنى حد ممكن، وبالتالي ارتقاء الدولة ونهوضها.
- يدفع العمل المتقن والذي يواكب متطلّبات العصر الحديث كلاً من الدولة والمجتمع إلى النهوض في شتّى النواحي المختلفة اقتصاديّةً كانت، أم علمية، أم سياسية، أم غير ذلك، واليوم وفي ظلّ صراع القوى الذي يسود العالم فإنّ لتقدّم الدول والمجتمعات أهميّةً كبيرة على المستوى العالمي، وفي حسم هذا الصراع المحتدم لصالح إحدى هذه القوى.
- يطوّر العمل من النواحي الصحية، والتعليمية، ممّا يؤدّي إلى ازدياد وعي المجتمعات بالمخاطر التي تحدق بها، وزيادة انفتاحها على هذه الحياة، كما ويُسهم العمل الجيّد أيضاً في تحقيق تقدم ملحوظ على المستوى الاجتماعي، ممّا يؤدّي إلى ارتقاء المجتمع وحلّ بعض المشاكل المستعصية التي كانت المجتمعات تُعاني منها.