فوائد المطالعة في حياة الإنسان

عرَف الإنسان المُطالعة منذ القدم، فقد تشكّلت عقليّة النّاس وثقافاتهم في المدن والقرى على ما كانوا يقرؤونه، ويطّلعون عليه من المعلومات، والأفكار، والخواطر المكتوبة في الصّحف، والكتب؛ فلا تستطيع البشريّة بحالٍ من الأحوال الاستغناء عن هذا السّلوك الإنسانيّ الرّفيع الذي له فوائد جمّة على مستوى الفرد والمجتمع، فما هي أبرز فوائد المطالعة في حياة الإنسان؟

• تمكين الإنسان من الاطّلاع على ثقافاتِ الشّعوبِ، وحضاراتها؛ فكما نعلم بأنّ العالم الذي نعيش فيه مكوّن من أعراق متنوّعة من البشر، وطوائفَ، ومِللٍ شتى تجد لكلٍّ منها ثقافتها الخاصّة، وأعرافها، وتقاليدها، وإنّ من شأن الاطلاع على هذه الثّقافات بقراءة ما يدوّن عنها في الكتب أن يعرّفها معرفةً تجعله قادرًا على التّواصل مع شعوبها، ومكوّناتها المختلفة؛ فالمطالعة هي وسيلة تواصل حقيقيّة تختصر المسافات عندما تُطلعه على المعلومات الواسعة عن تلك الشّعوب والحضارات .
• المطالعة وسيلة مهمّة ومفيدة في أوقات الفراغ التي تُتاح للإنسان؛ فالمطالعة من أنفع الوسائل التي تمكّن الإنسان من إشغال أوقات فراغه في النّافع، والمفيد بعيدًا عن التّفكير في إشغالها فيما لا ينفع أو يضرّ.
• إنّها تُضفي على النّفس الإنسانيّة البهجة والسّرور، وتبعد عنه السّآمة، والملل، والكآبة؛ فالإنسان عندما يُقبل على المطالعة بقراءة الكتب، والصّحف، والمجلّات التي تحوي كلّ ما هو نافعٌ وجديدٌ وممتع فإنّ ذلك يجعله في حالة دائمةٍ من التّرقب والتّشويق لسماع الجديد، فلا يشعر بالملل؛ لمعرفته بما سيستفيده من المطالعة.
• إنّ المطالعة تُوسّع مدارك الإنسان، وتفتح أمَامه آفاق التّفكير، والإبداع؛ فعقل الإنسان هو نعمةٌ من نعم الله تعالى عليه، فإن قام بشحذه باستمرار بالاطلاع على الأفكار والمعلومات الجديدة، عاد ذلك بالنّفع عليه؛ حيث تتوسّع مَدارك عقله ويكون قادرًا أكثر على فهم الأحداث، والظّواهر من حوله بما يَحويه فكره من معلومات.
• إنّ المطالعة تَعبيرٌ إنسانيٌّ راقٍ يدلّ على نهضة الأمم وتقدّمها، فكلّما رأيت النّاس مقبلين على المطالعة والقراءة، أدركت رقيّ المجتمع وسموّه، فالمجتمع الذي يدرك أهميّة المطالعة في حياته هو مجتمعٌ ناضجٌ يعلم ما ينفعه، ويحقّقُ له المصلحة في الدنيا .
• إنّ المطالعة تهذّب الأخلاق، وتسمو بها؛ فالإنسان حينما يقرأ الكتب يطلّع على ما يُكتب فيها من مواعظ، وقيمٍ تهذّب النّفوس وترتقي بها .
• إنّ المطالعة هي الوسيلة التي تؤدّي إلى اكتساب الإنسان العلم والثّقافة والمعرفة؛ فمن خلال مطالعة ما يكتب في شتّى أنواع العلوم والمعرفة يكتسب الإنسان ذخيرةً علميّةً يسخّرها في حياته وتسيير أعماله.