يُغطّي الماء ثلثي سطح الكرة الأرضية ويشكل ما مقداره 75% من جسم الإنسان، فهو من العناصر الأساسيّة الضروريّة لاستمرار الحياة على الأرض. تدور المياه داخل الجسم تماماً كما تفعل داخل الكرة الأرضية؛ إذ تعمل على إذابة ونقل وتجديد المواد العضوية والغذائية داخل الجسم وطرد الفضلات خارجه، كما تُنظّم نشاط السوائل والأنسجة والخلايا الليمفاوية وإفرازات الغُدد. يُعدّ الماء مزوّداً أساسيّاً للعديد من الأنشطة البشريّة الضرورية؛ كالزراعة والصناعة والنقل والتي تشكل جزءاً بسيطاً من العمليّات التي تعتمد على الماء.[١][٢]
تشير التوصيات إلى ضرورة تناول ثمانية أكواب من الماء يومياً على الأقل، كما يرى بعض أخصائيو التغذية أن 80% من البشر يتّجهون نحو الجفاف، ونظراً لأهمية المياه للإنسان فلابد من التطرق لبعض فوائدها على الجسم، وهي:[٣][٤]
يُعتبر الماء أكثر العناصر وفرةً في النباتات؛ إذ يشكل وزن الماء أربعة إلى خمسة أضعاف وزن المواد الجافة، ويعمل كمذيب للمعادن الغذائية والمواد المعقّدة المُصنّعة داخل النباتات، كما أنّه عنصر أساسي في عملية البناء الضوئي. يقوم الماء أيضاً بدور منظم الحرارة داخل النباتات؛ حيث إنّ البخار المنبعث من الأوراق يلعب دوراً في عملية التبريد، كما أنّ للماء أهمية في بناء هيكل النباتات؛ إذ إنّ وفرته في الخلايا يساعد النبات على الوقوف بشكل منتصب، أمّا عندما يكون هنالك نقص في الرطوبة فإنّ النبات يترهّل ويذبل.
أمّا خارج النبات فإنّ الماء يقوم بإذابة المعادن الموجودة في التربة والضرورية لنمو النباتات، ويُعتقد أنّ الجزء الأكبر من العناصر الغذائية تنتقل للنباتات وهي في حالة الذوبان، كما أنّ حركة الماء داخل التربة تعمل على غسل المسامات؛ فأثناء جريان الماء أسفل النبات يتمّ التخلص من بعض الغازات كثاني أكسيد الكربون عن طريق تصريفه مع الماء الخارج من التربة؛ ليتمكن الهواء من الوصول إليها، وبالتالي فإنه من مهم في عملية تبادل الغازات وإدخال الأكسجين إلى التربة. [٥]
يدخل الماء في الصناعة بطرق مختلفة؛ فهو يُستخدم كعنصر أساسي في صناعة الأطعمة المعلّبة والمشروبات الغازية، ويُستعمل في غسل الخضروات والفواكه قبل تجميدها وتعبئتها، كما أنّ أغلب استخدامات المياه في الصناعة لأجل أغراض التبريد؛ إذ يقوم الماء بتبريد البخار المستخدم في توليد القدرة الكهربائية، كما يعمل على تبريد الفولاذ الساخن في مصانع الفولاذ، بالإضافة إلى الغازات الساخنة الناتجة من عملية تكرير النفط، وبالرغم من أنّ الصناعة تستهلك كميات كبيرة من الماء، إلّا أنّ نسبة الهدر لا تتجاوز 2%؛ حيث إنّ الماء المستخدم في عملية التبريد يُعاد إلى مصدره من البحيرات والأنهار.[٦]
الماء مركّب يتكوّن من ملايين الجزيئات التي يتألّف الواحد منها من أكسجين وهيدروجين؛ حيثُ يوجد هذان الغازان في الطبيعة بشكل منفصل؛ إلّا أنّه عند تفاعلهما ينتُج مركب (h20) المُتكوّن من ذرة أكسجين مرتبطة بذرتي هيدروجين بالإضافة إلى وجود نسبة قليلة من الديوتريوم الذي يُعرّف بأنّه ذرة هيدروجين ذات وزن أكبر من وزن ذرة الهيدروجين العادية، ويُشكّل عند اتحاده مع الأكسجين ما يُسمّى بالماء الثقيل.
يوجد الماء في الطبيعة بثلاث حالات: صلبة وسائلة وغازية؛ ففي الحالة الصلبة يكون الماء على هيئة ثلج. يتقلّص حجم الماء وينكمش مع انخفاض درجات الحرارة إلى أن يصل إلى أربع درجات مئوية، وفي حال تدنيها أكثر من ذلك فإنّ حجمه يزداد ويتمدد ويطفو فوق سطح الماء بدلاً من الغوص إلى الأسفل؛ مانعاً تراكم الثلوج في قيعان المسطحات المائية. إنّ تراكم الثلوج يمنع أشعة الشمس من العبور إلى أعماق الثلج المتراكم، كما أنّه سيؤدّي إلى تحوّل الأرض إلى صحراء متجمدة مسبّباً اختلالات في الدورة الطبيعية للمياه.
يوجد الماء في حالته السائلة في معظم الأماكن على سطح الأرض، إذ تتراوح درجات الحرارة التي يتخذ فيها الماء شكلاً سائلاً بين 0 و100 درجة مئوية؛ لكنّه يختلف في سلوكه عن باقي السوائل التي تشابهه في التركيب؛ إذ إنّ بعضها لا يكون في الحالة السائلة عند هذه الدرجة، بل يكتسب صفة السيولة عند درجات حرارة تتراوح بين -100 و-90، فإذا سلك الماء نفس السلوك فإنّ ذلك سيؤدي إلى انعدامه من الأرض؛ نظراً لأنّ درجات الحرارة أكثر ارتفاعاً فيها. يتحوّل الماء إلى الحالة الغازية بسبب حركة جزيئات الماء المستمرة، إذ إنّ الجزيئات التي على السطح تفكّك روابطها مع باقي الجزيئات وتنطلق إلى الجو على شكل بخار، ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد حركة الجزيئات وبالتالي تزداد عملية التبخر.[٧]
المقالات المتعلقة بتقرير عن نعمة الماء