فوائد العلم الشرعي

فوائد العلم الشرعي

العلم الشرعيّ

ترتقي العلوم المختلفة بعقل الإنسان وتوسّع مداركه وطريقة تفكيره، ونظرته إلى الكون، والحياة، والنّاس، ومن بين تلك العلوم برز العلم الشّرعي كواحدٍ من أهمّ العلوم وأنفعها للإنسان، وهذا العلم يعتمد في أهمّ مصادره على القرآن الكريم، والسّنّة النّبويّة الشّريفة، وما نشأ عن دراسة هذه المصادر العظيمة من علوم نفيسة كعلم الفقه، والتّفسير، وعلم أصول الفقه، والحديث، وغير ذلك، فما هو حكم تعلّم العلم الشّرعي ؟ وما هي فوائده ؟

حكم تعلم العلم الشّرعيّ

تكلّم العلماء المسلمون في حكم العلم الشّرعيّ، والرّاجح من أقوال العلماء أنّه فرضٌ على الكفاية إذا قام به جماعةٌ من المسلمين سقط وجوبه عن الباقين، وإذا لم يتعلّمه أحدٌ أثم الجميع، ومن الأدلّة التي استند عليها العلماء في حكم العلم الشّرعيّ في قوله تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ){التوبة:122} .

فوائد العلم الشّرعيّ

لا شكّ بأنّ العلم الشّرعي وتحصيله له فوائد جمّة على مستوى الفرد، والمجتمع الإسلاميّ ككل، ومن هذه الفوائد نذكر :

  • إنّ العلم الشّرعيّ من العلوم التي تزيد من إيمان الفرد، وتوثّق صلته ويقينه بالله تعالى، فالعالم لا يستوي مع الجاهل في المعرفة، والإدراك؛ لامتلاك العالم من الأدوات ما لا يمتلكه الجاهل، وإنّ من شأن امتلاك تلك الأدوات وإعمال العقل والتّفكير في الأسباب، والعلل فيما شرع الله سبحانه وتعالى وما أمر به، وما نهى عنه، أن تجعل الإنسان متمسكًا بتلك الشّرائع موقنًا بصحّتها وصلاحيتها في كلّ مكانٍ وزمان .
  • إنّ العلم الشّرعيّ هو سببٌ لتحصيل الدّرجات، وكسب الحسنات، ونيل رضا الله سبحانه عن طالب العلم، وسببٌ لدخول الجنّة، وفي الحديث
الشّريف عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقًا إلى الجنّة) .
  • إنّه سببٌ لنيل الخيريّة في الدّنيا والآخرة، فمن خير النّاس أنفعهم للنّاس، ومن خير النّاس من تعلّم القرآن الكريم، وعلّمه .
  • إنّ العالم الشّرعيّ هو المرجع الذي يرجع إليه المسلمون في حياتهم لتبيان المسائل والقضايا التي تشكل عليهم، فلولا وجود العلماء لتاه النّاس وتنكّبوا الصّراط، فالعلماء الشّرعيّون هم ورثة الأنبياء الذين لم يورّثوا دينارًا أو درهماً، وإنّما ورّثوا علماً ينتفع به النًاس .
  • إنّ العلم الشّرعيّ هو مظنّة تهذيب الأخلاق وتزكية النّفوس، فطالب العلم الشّرعي غالبًا ما تراه مستمسكًا بهدي القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المشرّفة التي اشتملت على جملةٍ من الأخلاقيّات، والقيم، والمثل العليا .

المقالات المتعلقة بفوائد العلم الشرعي