يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في مطلع قصيدته "نهج البُرْدَة":
ريم على القاع بين البان والعَلَم أحلّ سفك دمي في الأشهر الحُرم
فقد ذكر الشاعر أنّ محبوبته تقف بين أشجار البان؛ والبان من الأشجار التي ذكرها الشعراء في قصائدهم حتى سُميت بشجرة الحُب، وغصن البان وصفٌ للمرأة الطويلة ممشوقة القوام عند العرب، وشجرة البان هو الاسم العربي لشجرة المورينجا.
المورينجا أو البان هي أشجار طويلة وتنتهي بأغصان رفيعة تكسوها الأوراق الخضراء، وأزهارها متراكمة فوق بعضها باهتة اللون، وثمارها صغيرة الحجم ذات لون أحمر. موطنها الأصلي شبه الجزيرة العربية وخاصةً اليمن وأيضاً تنمو في الصومال، وتُعرف بعدة أسماء فهي شجرة اليسر، والشوع، والحصان الأحمر، ونجمة الفراعنة.
شجرة المورينجا يستفاد من أوراقها الغنية بكميةٍ كبيرةٍ من عنصريّ البوتاسيوم والكالسيوم، وكذلك غنية بفيتامين أ وفيتامين ج بشكلٍ كبيرٍ بالإضافة إلى عناصر أخرى، كما يستفاد من ثمارها في إنتاج زيتٍ من البذور يشابه زيت الزيتون إلى حدٍ كبيرٍ، ويستعمل للأكل وفي أغراضٍ أخرى، فهو ثروة أقتصاديةٌ كبيرةٌ إذا أوليت الرعاية والاهتمام؛ فقد أطلق عليها في اليابان شجرة الحياة.
فوائد المورينجا - زيت المورينجا: يستخدم للأكل، ويستعمل كمليّنٍ طبيعيٍّ، كما يستعمل في تدليك فروة الرأس لتخفيف الصداع، وترطيب الشَّعر، وفي القضاء على القشرة.
- أوراق المورينجا: تُجفف وتُسحق، ولها عدة فوائد:
- إضافة الأوراق إلى أطباق التوابل كنوعٍ من التوابل تُضفي نكهة لذيذة للطعام، فتوضع على اللحوم، والشوربات، والسلطات.
- تناول أوراق المورينجا المضافة للطعام يساعد على إفراز الحليب لدى المرأة المُرضعة.
- أوراق المورينجا غنية جداً بالبروتين النباتيّ الذي يستخدم بديلاً للبروتين الحيوانيّ الموجود في اللحوم والبيض.
- أوراق المورينجا الخضراء تُطبخ مثل السبانخ، وتُقدم مع الأرز.
- مغلي أوراق المورينجا: بعد تجفيف الأوراق وسحقها يُصنع منها مغلي المورينجا بإضافة ملعقة منه إلى كوب ماءٍ وتركه حتى يصل لدرجة الغليان، ثمّ يُترك حتى يبرد ثم يُشرب، فهذا المشروب يحتوي على سبعة أضعاف فيتامين ج الموجود في الحمضيات، وأربعة أمثال كمية الكالسيوم الموجودة في الحليب ومشتقاتها، وثلاثة أضعاف كمية البوتاسيوم الموجودة في الموز.
- بذور المورينجا الباقية بعد استخراج الزيت منها تستخدم لتنقية الماء، وللتخلص من العكارة والشوائب العالقة في الماء.
- أشجار المورينجا تستعمل كمصدات للرياح، وفي حماية التربة من خطر الانزلاق وزحف الرمال بسبب جذورها الضاربة عميقاً في التربة، والتي في ذات الوقت تعمل على زيادة ترطيب التربة؛ وتستخدم هذه الجذور في علاج الأكزيما.