تعتبر سورة يوسف من السّور المكية التي نزلتْ على النّبي - عليه الصلاة والسلام - في مكة المكرّمة، ولكون هذه السّورة العظيمة سورةً مكّيّةً فقد اكتسبت خصائصَ مُعيّنةٍ كسائر السور المكية، من ناحية اشتمالها على معاني العقيدة التي تَدعو إلى الإيمان بالله تعالى، والبعث والجزاء، كما كان محور السورة الكريمة ذِكر قِصةِ أحد أنبياء الله تعالى وهو الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم - عليهم السّلام - وما تعرَّض له من فتنٍ وابتلاءات، وما أكرمه الله به من تَمكينٍ في الأرض. في هذا المقال سنذكر سبب نزول هذه السّورة العظيمة، وفضل قراءتها.
سبب نزول سورة يوسفأُنزلَ القرآن الكريم على النّبي - عليه الصلاة والسّلام - فقرأه على النّاس زماناً حتّى قال بعض الصّحابة: لولا قَصصتَ علينا يا رسول الله، فأنزل الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) {سورة يوسف:3}، فكانت قصّة يوسف - عليه السّلام - من أعظم القصص القرآنيّة التي تحوي من الدروس والعبر الكثير، كما كان في ذكرها تَسليةٌ لِقلب النّبي محمّد - عليه الصّلاة والسّلام - لما كان يجده من العنتِ والمشقّةِ في الدّعوة إلى دين الله تعالى .
فضل قراءة سورة يوسفلم يصح حديث عن الرّسول - عليه الصلاة والسّلام - في فضلِ قراءةِ سورة يوسف على التّعيين كما ورد في فضل قراءة سورتي البقرة وآل عمران، ولكنْ فضلُ قراءة سورة يوسف يدخل في جملةِ فضلِ قراءةِ القرآن الكريم بشكلٍ عام، حيث يحصل قارىء القرآن عند قراءته حرفاً من كتاب الله على حسنةٍ تضاعف إلى عشرِ أمثالها، كما أنَّ فضل قراءة سورة يوسف يكون من خلال استنباط الكثير من الدّروس والعبر والأحكام التي يستفيد منها المسلم ويتعلّمها في حياته ويقتدي بها، فقد اشتملت هذه السورة على كثيرٍ من الدّروس والعبر ومنها:
المقالات المتعلقة بفضل قراءة سورة يوسف