عيد استقلال الأردن

تقع المملكة الأردنية الهاشمية في القسم الآسيوي من الوطن العربي، وتحديداً إلى الشمال من شبه الجزيرة العربية، حيث تقع ما بين المملكة العربية السعودية من الجنوب، والجمهورية السورية من الشمال، والجمهورية العراقية من الشرق، ودولة فلسطين من الغرب.

من هذا الموقع الجغرافي الهام، يتبين أن الأردن هو واحد من أهم الدول العربية، نظراً لقربه الشديد من مناطق النزاع، ونظراً أيضاً لعراقته ومكانته على امتداد التاريخ مما أهله لأن يكون مطمعاً للغزاة والمحتلين في القديم والحديث.

خضعت الأراضي الأردنية منذ مطلع القرن العشرين للاحتلال البريطاني، شأنها بذلك شأن باقي دول المنطقة، وقد عانت المنطقة العربية من نير الاحتلال، فظهرت حركات المقاومة، وكافحت الشعوب المحتلَّ الغاشم طويلاً، إلى أن نالت استقلالها، ومن هنا فإن لعيد الاستقلال مكانة مميزة لدى الأمم؛ لما يحتويه من قيم، ومعانٍ سامية؛ تظهر عظمتها، وتبعث الحماس في نفوسها.

استطاعت بريطانيا وفرنسا في مطلع القرن العشرين أن تعقدا اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة، والتي تم من خلالها تقاسم الأراضي العربية بينهما، حيث كانت هذه الاتفاقية تمهيداً لوعد بلفور، والذي يعتبر أساس المصائب في العالم العربي إلى يومنا هذا. وبناءً على هذه الأحداث، فقد خضعت منطقة شرقي نهر الأردن للاحتلال البريطاني الغاشم.

استمر الاحتلال البريطاني للأراضي الأردنية إلى منتصف القرن العشرين تقريباً، وتحديداً إلى عام ألف وتسعمئة وستة وأربعين ميلادي، ففي الخامس والعشرين من شهر مايو من ذلك العام، صدرت موافقة الأمم المتحدة على الاعتراف بالأردن مملكة مستقلة، لها سيادتها الخاصة، كما أعلن البرلمان الأردني استقلال البلاد، وتنصيب الملك عبد الله الأول بن الحسين ملكاً للملكة الأردنية الهاشمية.

قد تبع هذا الإعلان عدة أمور هامة من أبرزها تعريب قيادة الجيش الأردني في عام ألف وتسعمئة وستة وخمسين ميلادي على يد الملك الحسين بن طلال، وذلك من خلال إبعاد القائد كلوب عن منصبه، وتسليم مهامه إلى ضباط أردنيين.

في عام ألف وتسعمئة وسبعة وأربعين ألغيت المعاهدة التي عرفت باسم المعاهدة الأنجلو أردنية، مما أدى ذلك إلى التأكيد على استقلال الأردن، وحقه وحق شعبه في بناء وطن مستقل، ذي سيادة.

هذا وتقام الاحتفالات في كل عام بعيد الاستقلال في الخامس والعشرين من شهر مايو، في كافة مناطق ومحافظات المملكة وعلى أعلى المستويات في الدولة، فتلقى الكلمات التي تخلد في الأذهان هذه الذكرى الهامة، وتعطل الدوائر والمؤسسات الرسمية أعمالها نظراً لأهمية هذا العيد القومي.