عيد الكويت الوطني

تقع دولة الكويت على رأس الخليج العربيّ من الجهة الشمالية الغربية، وكغيرها من دول الخليج العربي كانت الكويت عبارةً عن بلدٍ صغيرٍ يعمل سكانها بالصيد البحري وفي التجارة، وكانت من المناطق المهمة بتجارة اللؤلؤ، إلا أن اكتشاف النفط في أراضيها أدى إلى إحداث ثورةٍ اقتصاديةٍ على جميع القطاعات الاقتصادية فيها، فأصبحت منطقة جذبٍ سكانيّ.

حيث تطوّرت البنية التحتية في البلاد بشكلٍ كبيرٍ وتطور البنيان وأقيمت الأبراج التي تضاهي الدول المتقدمة، وتعتبر دولة الكويت من أكبر البلدان المصدِّرة للنفط، كما تحتلّ المرتبة الخامسة بين دول العالم في كمية الاحتياط النفطي في أراضيها فعمّ الرخاء والازدهارجميع مناطقها.

يحتفل الشعب الكويتي في يومي الخامس والسادس والعشرين من شهر شباط من كلّ عامٍ بثلاث مناسباتٍ وطنيةٍ وهي عيد الاستقلال، وذكرى تسلم سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح سلطاته الدستورية أميراً على البلاد، وعيد تحرير الكويت من الاحتلال العسكري العراقي الذي وقّع عليها في عام 1991 على إثر حرب الخليج، إذ قام الجيش العراقي باحتلال دولة الكويت وضمّها إلى الأرض العراقية.

يتمّ إقامة احتفال ٍكبيرٍ بهذه المناسبات تحت رعاية أمير البلاد وجميع الأمراء والمسؤولين المدنيين والعسكرين وجموعٍ غفيرةٍ من الأهالي، ويبدأ الاحتفال بنشيد تحية العلم ومن ثمّ تُلقى الكلمات من كبار الموظفين يهنئون بها أمير البلاد ويجددون الولاء والبيعة له، كما تتحدث هذه الكلمات عن محطاتٍ رئيسيةٍ مرّت بها البلاد بحلوها ومرها، وكيف أصبحت الكويت الآن مبرزين مرافق التطور والازهار فيها.

ثم تبدأ القوات العسكرية بتنفيذ عرضٍ عسكريّ كبيرٍ تشارك به مختلف التشكيلات، ويرافق هذا العرض عزفٌ للأناشيد الوطنية تقوم به الفرق الموسيقية التابعة للقوات المسلحة، حيث ترسم هذه التشكيلات لوحاتٍ فنيةً تعبِّرعن القيم الوطنية للشعب الكويتي الأصيل، ويتخلل الاحتفال فقرة للمشاة من قوات المغاوير التي تتبع للجيش، وقوات الصاعقة من الحرس الوطني، وأعدادٍ من طلائع الفرسان من الشرطة، كما تشارك بهذا العرض مقاتلاتٌ متنوعةٌ من سلاح الجو الأميري والسفن البرمائية، ويشاهد المحتفلون عروضاً جويةً لمختلف أنواع الطائرات، ويُظهر بها الطيارون مهاراتهم أمام الشعب الكويتي فيرسمون في السماء تشكيلاتٍ ثلاثيةٍ ورباعيةٍ بكل مهارةٍ واحترافٍ.

ولقرية الصباح التراثية دورٌ في التعبير عن الفرحة بهذه المناسبات فتقيم العديد من الفعاليات الشعرية، والأنشطة العلمية، والمسابقات، ويتم توزيع الجوائزعلى الفائزين، كما تقدم الفِرَق الشعبية الأغاني الوطنية والدبكات القديمة، إذ تستمر الاحتفالات لأكثر من أسبوعين فتعيش الكويت خلال هذه الاحتفالات بعيدٍ شعبيّ يعبّر فيه الجميع عن حبهم وولائهم لأميرهم.