حسن الخاتمة يعيش المسلم الحق في دنياه الفانية وهو يسعى بكلّ ما أوتي من قوة ووقت ليكسب رضا الله سبحانه وتعالى، خالقه ومدبّر أمره، لينال يوم تقوم الساعة الجنة التي وُعد بها، جنة تجري من تحتها الأنهار، خالداً فيها، فتكون هذه هي غايته العظمى ومبتغاه الأسمى، فيتّبع ما أمر الله به، ويجتنب ما نهى عنه، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويعمل الصالحات، ليكسب الحسنات التي تخوّله لدخول الجنة، وإذا كانت أعماله خالصةً لوجه الله، وقبلها سبحانه وتعالى بإذنه؛ بانت عليه علامات رضا الله تعالى عنه، قبل مماته وعند مماته، وتسمّى بعلامات حسن الخاتمة.
علامات حسن الخاتمة للميت هي علامات تظهر على الميت عند موته، تدلّ على قبول الله سبحانه وتعالى لعمله الصالح، كما تدلّ على توفيقه وقبول توبته من المعاصي والآثام، وهي علامات منها ما يظهر للناس، ومنها ما يشعر بها الميت وحده:
- إعانة الله سبحانه وتعالى عبده على النطق بالشهادتين قبل وفاته، إما بمفرده، أو عن طريق تلقينها له من قبل المتواجدين معه، فكما ذكر رسولنا الكريم، من كان آخر كلامه "لا إله إلا الله" دخل الجنة.
- الموت برشح الجبين، فكما ذُكر في حديث لرسول الله أنّ من يموت برشح الجبين يكون مؤمناً، أي من يموت وعلى جبينه عرق كان من المؤمنين.
- الموت يوم الجمعة أو ليلتها، فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ من يموت في هذا اليوم، أو في ليلته، وقاه الله من فتنة القبر بإذنه تعالى.
- الموت شهيداً في ساحة المعركة، أو غازياً في سبيل الله، أو غريقاً، أو بمرض الطاعون، أو بداء البطن، والعلم عند الله.
- الموت بسبب الهدم، كما ذكر الرسول في حديثه: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغارق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله).
- موت المرأة وهي نفاس، أو وهي حامل بولدها؛ حيث ذكر رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، أن الطفل يجرّها معه إلى الجنة.
- الموت حرقاً، أو بذات الجنب، وهي ورم حار يستبطن أغشية الأضلاع.
- الموت بمرض السّل.
- الموت مرابطاً في سبيل الله، مثل موت رجال الأمن وحرس الحدود وهم في وظيفتهم.
- الموت على عمل صالح، كأن يموت الشخص وهو يُزيح الأذى عن الطريق، أو يوزّع الصدقات على المساكين.
يرجى التنويه بأنّ هذه العلامات ليست حصرية، ولا تعني بالضرورة أن الميت سيدخل الجنة، إلا من أمر الله له ذلك وكان مؤمناً صالحاً، والعلم يبقى عند الله سبحانه وتعالى.