علاج إدمان الهيروين

الهيروين هو أحد مشتقات المورفين، واسمه الكيميائي هو أستيل المورفين، ويؤثّر هذا المركّب على المستقبلات العصبيّة، وبالتّالي تقلّل الشعور بالألم وترفع الحالة المزاجيّة، ويتمّ استخراجه من نبات الخشخاش، ويعدّ من المخدّرات، ويتواجد على أشكال عدّة منها ما هو بودرة تميل للون الرصاصي، أو على شكل حقن، ولكنّ الهيروين النقي يكون على شكل بوردة بيضاء مرّة الطّعم، والأفيون هو الشكل الأوّلي للهيروين، فالمادّة المستخلّصة من الخشخاش تسمّى أفيون، وبعد معالجتها من أجل زيادة تركيزها تصبح هيرويناً.

يجب على المدمن اتّخاذ القرار بترك الهيرورين، وأنّ يقتنع بأهميّة هذا القرار، وتشكّل رغبته الجديّة في ذلك أوّل وأهمّ نقطة في العلاج، وقبل البدء بالعلاج يجب أخذ بعض الأمور في الاعتبار، وهي:

• تقليل جرعات الهيروين بشكل تدرجي، وليس بتوقيفه مباشرة؛ وذلك من أجل التّخفيف من أعراض الانسحاب.
• يحتاج المدمن رعاية طبيّة مباشرة، وبالتّالي هو بحاجة لمركز تأهيل صحيّ.
• دعم المدمن نفسيّاً من قِبل الأشخاص المقرّبين مثل الأهل، والأصدقاء.
• إبعاد المدمن عن الرفقة السيئة من متعاطي الهيروين.

تختلف صعوبة العلاج، وشدّة أعراض الانسحاب من شخص إلى آخر، وتعتمد في المقام الأول على درجة الإدمان التي وصل لها المتعاطي، أي كونه في مرحلة مبكّرة أو متأخّرة، والفترات التي تفصل بين الجرعات، وكميّاتها، ويتضمّن العلاج عدّة مراحل هي:

• العلاج النّفسي: في هذه المرحلة يتمّ توضيح مخاطر الاستمرار على إدمان الهيروين، وأهميّة تركه، بالإضافة إلى شرح المراحل التي سيمرّ بها المدمن؛ كيّ يكون على دراية بما يمرّ به، ويستطيع وضع أفق لتفكيره عند التّعرض لنكسة صحيّة دون الرجوع للإدمان مجدداً.
• الرعاية الطبيّة المتخصّصة: تبدأ أعراض الانسحاب بالظهور بعد فترة تتراوح ما بين ست ساعات إلى يوم حسب طبيعة الجرعات التي كان يتعاطاها المدمن، وتبلغ ذروتها في اليوم الثالث، إلى أن تتراجع ويمكن أن تختفي في اليوم العاشر، وبعضهم تستمر الأعراض لستّة أشهر، وتشمل آلام شديدة في العضلات، وغثيان، وقيء، ومغص وإفرازات أنفيّة وغيرها، ممّا يجعل المدمن في حالة ضعف شديدة، ويطلب الهيروين بشدّة، وبذلك يأتي دور الطبيب في إعطاء بعض الأدوية التي تخفّف من هذه الأعراض.
• تخطّي الانتكاسات: تجمع هذه المرحلة بين المرحلتين السابقتين، فيمكن أنّ يتعرّض المدمن إلى انتكاسات صحيّة، مما يجعله يعود إلى الإدمان بشكل أكبر من السابق، ولذلك على الأشخاص المقربين تقديم الدّعم النفسي، وكذلك الحصول على استشارة طبيّة من الطبيب المشرف، ويشمل الأمر أيضاً الحرص على عدم تعامله مع الرفقة السابقة، كيّ لا يغروه بالعودة إلى الإدمان.