عدد السكان المسلمين في الهند

الهند

تقع جمهوريّة الهند في وسط قارة آسيا، وهي من الدول العملاقة بعدد سكانها وبمساحتها؛ حيث تحتلّ المرتبة الثانية بعد الصين من حيث عدد السكان على مستوى العالم، والمرتبة السابعة من حيث مساحة أراضيها. الهند من الدّول التي بَنَت حضارةً عريقةً في العصور القديمة فقد كانت تُشكّل مركَزاً تجاريّاً بين دول العالم؛ حيث تصدّر البضاعة وتستورد بدلاً منها لذلك كانت مكان التقاء التجّار من مختلف قارات العالم القديم وخاصّةً التجّار العرب المُسلمين.

ما زال الاقتصاد الهنديّ اقتصاداً ضعيفاً؛ فلم تستطع الحكومات المُتعاقبة بناء قاعدة اقتصادٍ قويّ في البلاد، ويغلب على المجتمع الهنديّ الفقر وترتفع به نسبة الأمية خاصةً عند النساء فكثيرٌ من المناطق في الهند ما زالت تعيش حياةً بدائيةً بسيطةً تفتقر إلى أدنى حدٍّ من الشّروط الصحية.

سكان الهند

يبلغ عدد السكان في الهند حوالي 1,27 مليار شخصٍ، أي أكثر من مليارٍ ونصف من البشر يتحرّكون على مساحةٍ محددةٍ من الأرض؛ إذ يُشكّلون ما نسبته 17% من مجموع سكان الكرة الأرضية. يتميّز الشعب الهندي بتنوّع الأعراق والأصول لذلك نجد به أكثر من عشرين لغةً أهمها اللغة الهندية واللغة الانجليزية، كما أنّ المجتمع الهندي مجتمعٌ متعدّد الأديان الهندوسية، والإسلامية، والمسيحية، والبوذية، والسيخية، والعديد من الديانات الأخرى، وغالب السكان يدينون بالديانة الهندوسية؛ إذ يُشكّل معتنقوها حوالي 80% من مجموع السكان وهي ليست ديانةً سماويةً، كما يدين قسمٌ منهم بالديانة الإسلامية وتأتي الديانة الإسلامية في المرتبة الثانية بعد الديانة الهندوسية؛ إذ يدين بها ما نسبته 13,4% من مجموع السكان.

الإسلام في الهند

يبلغ عدد المسلمين في بلاد الهند حوالي 255 مليون نسمةٍ؛ فيُشكّلون ما نسبته 13.4% من مجموع السكان وذلك حسب آخر الإحصائيات؛ حيث إنّ هذا العدد كبيرٌ جداً؛ فربّما يسأل شخصٌ كيف وصل الإسلام الى الهند؟ الجواب هو عن طريق التجارة، فقد قلنا في المقدمة إنّ الهند لعبت دوراً كبيراً في مجال التجارة العالمية فكانت مركزاً تجارياً عالمياً وكان العرب المسلمون لا يقلّون أهميةً عن التجار الهنود، ففي كل ميناءٍ بحريّ هنديّ كان به عددٌ من العرب المسلمين وظهرت أمانتهم وصدقهم بالتعامل مع الناس فأصبح الإسلام محبّباً لقلوب غير المسلمين فانتشر الإسلام بسرعةٍ في المناطق الجنوبية من الهند.

عندما قويت الدولة الإسلامية وانتشر صيتها بين الشعوب اعتنق الإسلام الكثير من الأشخاص الذين كانوا يعتنقون الدّيانة البوذيّة، وانتقل الإسلام إلى المَناطق الشرقيّة والغربية وإلى هضبة الدكن، والجزر الهندية، وكانت لفتوحات القائد الإسلامي "محمّد قاسم الثقفي" دوراً كَبيراً في نشر الإسلام في إقليم السند، وشمال أراكان، وتَضاعف انتشار الإسلام خلال عَصر الخِلافة الإسلاميّة والأموية والعباسية، وكذلك خلال حكم المغول.