الحجّ
هو الركن الخامس من أركان الإسلام، والحج هو التعبّد لله تعالى بقصد البيت الحرام للقيام بشعائر الحج ولو مرةً في العمر لمن استطاع إليه سبيلاً، لقوله صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ)، وهو فرض عينٍ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ على قدر استطاعتهما، والحج مرةً واحدةً في العمر، حيث يبدأ في التاسع من ذي الحجة، بذلك يكون الحج في شهر ذي الحجة من كل عامٍ هجري، وقد فرض الله الحج في السنة التاسعة للهجرة، لقوله تعالى: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً).
أركان الحجّ
للحجّ أربعة أركانٍ لا يصحّ الحجّ إلا بها، وهي: الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والسّعي بين الصفا والمروة، وسنوضح كلّ ركنٍ من هذه الأركان:
- الإحرام: هو نية الدخول في النسك مقروناً بعملٍ من أعمال الحجّ كالتلبية أو التجرّد، ويبدأ الحاج الإحرام من الميقات أي من المكان الذي يُحدد للإحرام، ولا يجوز تعديه من دون إحرام، ويتجرد الحاج من المخيط وذلك بلبس إزارين أحدهما يغطي عورته والآخر يغطي كتفيه، وتلبس المرأة لباساً شرعيّاً كاملاً ولا يجوز تغطية وجهها ويديها، ومن ثم التلبية عند الشروع في الإحرام بقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
- الوقوف بعرفة: هو الركن الأساسي من أركان الحج، لقوله صلى الله عليه وسلّم: (الحج عرفة) ويكون بالوقوف على جبل عرفات في يوم عرفة، ويقع جبل عرفاتٍ على بعد عشرين كيلومتراً شرق مكة المكرّمة،، ويصادف التاسع من ذي الحجة، ويقف الحاج في أي موقعٍ داخل حدود عرفات، من طلوع الشمس إلى مغيب شمس ذلك اليوم.
- طواف الإفاضة: وهو ركنٌ إلزاميٌ، ويعني طواف الحاجّ في البيت الحرام سبعة أشواطٍ، حيث يبدأ الطواف بعد الانتهاء من الوقوف بعرفة، وبعد مزدلفة، ووقته لا ينتهي، قال تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ){الحج: 29}
- السّعي بين الصفا والمروة: الصفا والمروة جبلان صغيران في البيت الحرام، والسّعي هو المشي بينهما، حيث يبدأ الحاج السعي من الصفا وينتهي بالمروة، وتوجد علاماتٌ على أماكن محدّدة يهرول فيها الرجل من دون المرأة، ويكون وقته بعد طواف الإفاضة، وقد أمر النبي بالسعي بين الصفا والمروة حيث قال عليه الصلاة والسلام: "اسْعَوْا فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ".