تُعرّف كلمة الشفع لغةً بأنّها الزوج، أي الرقم الزوجي، أمّا الوتر فعكسها تماماً، وهي العدد الفردي، وصلاة الشذفع والوتر هي عدد فردي من الركعات، يضم عدداً زوجيّاً من الشفع تتبعها ركعة الوتر، وهي من السنن الثابتة عن الرّسول عليه السّلام، والتر تؤدّى بعد صلاة العشاء.[١]
وتُصلّى صلاة الشفع والوتر على شكل ثلاث ركعات، تُقرأ سورة الفاتحة وسورة الأعلى في الركعة الأولى، وتُقرأ سورة الفاتحة وسورة الكافرون في الركعة الثانية، ثم يسلم، وهذه الركعتان هي التي تسمى بالشفع، أما الوتر فهي ركعة واحدة تتبع الركعات السابقة، ويُقرأ فيها سورة الفاتحة والإخلاص ثم يركع. وقد وردت طريقة الصّلاة عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يوتِرُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وقُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَكانَ يقولُ: سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ثلاثًا، ويرفعُ صوتَه بالثَّالثةِ).[٢] ويجوز للمصلي أن يُصلي الركعاث الثلاث مُتصلة، ولكن لا يقعد فيها للتشهد الأوسط، وذلك حتى لا تتشابه وصلاة المغرب، وإنما يقعد فيها قعوداً واحداً وهو للتشهد الأخير، كما يمكن أن يوتر بخمس، أو سبع، أو تسع، أو إحدى عشرة ركعة، استناداً إلى حديث الرّسول عليه السّلام: (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعَلْ، ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعَلْ).[٣]
من المهم أيضاً الإشارة أن الوتر لا يُصلّى أكثر من مرّة واحدة في الليلة، فلكل ليلة وترها، وهو أمر ورد عن الرّسول عليه السّلام في حديثه الشّريف: (زارنا أبا طلقُ بنُ عليٍّ في يومٍ من رمضانَ فأمسى بنا، وقامَ بنا تلْكَ اللَّيلةَ وأوترَ بنا، ثمَّ انحدرَ إلى مسجدٍ فصلَّى بأصحابِهِ حتَّى بقيَ الوترُ، ثمَّ قدَّمَ رجلاً، فقالَ لَهُ: أوتر بِهم، فإنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: لاَ وترانِ في ليلةٍ).[٤]
وفضل صلاة الوتر عظيم، إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتركها في حضَر أو سفر، وقد أجمع العلماء أن وقتها بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وهو لما ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ زادكم صلاةً فصلُّوها فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبحِ: الوِتْرُ الوِتْرُ)،[٥] أما في فضل هذه الصّلاة، فقد حثّ الرّسول عليه السّلام المسلمين على أداءها، وهو كما ورد في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام حين قال: (مَن خاف أن لا يقومَ من آخِرِ الليلِ، فلْيُوتِرْ أولَه، ومَن طَمِع أن يقومَ آخِرَه فلْيُوتِرْ آخِرَ الليلِ فإن صلاةَ آخِرِ الليلِ مشهودةٌ، وذلك أفضلُ).[٦]
من طلع عليه الفجر دون أن يصلّي صلاة الوتر فبإمكانه أن يؤخّرها إلى وقت الضحى بعد أن ترتفع الشمس، فيُصلّي بعدها ما تيسّر له من الركعات، فيصلّيها اثنتين، أو أربع، أو أكثر، بحيث تكون اثنتين اثنتين، فإذا كان يُصلّيها عادةً ثلاثاً ولم يُصلّها في الليل، فعليه أن يُصلّي الضحى أربع ركعات بتسليمتين، إما إذا كانت عادته خمساً ولم وشقّ عليه أداؤها في الليل بسبب مرض أو نوم أو غير ذلك، فإنّه يصلّي الضحى ست ركعات بثلاث تسليمات، وهكذا، فقد ورد عن الرّسول عليه السّلام أنّه إذا انشغل عن أداء صلاة الوتر بسبب مرض أو نوم، كان يصلّها بإثنتي عشرة ركعة وقت الضحى بدلا من إحدى عشرة ركعة في الليل.[٧]
من التفاصيل التي يسأل عنها المسلم في صلاة الشفع والوتر ما يأتي:[٨]
المقالات المتعلقة بطريقة صلاة الشفع والوتر