لا يمكن لأي إنسان أن يعيش وحده، بدون طلب العون من الآخرين، فالحياة تكاملية تشاركية يتكامل فيها الأفراد مع بعضهم البعض. أيضاً لا يمكن لأي إنسان أن يعيش في هذه الحياة دون أن يشعر بأن هناك قوة عظمى تحيطه بعنايتها ورعايتها يلجأ إليها في حالات الفزع، ويفرغ عما في صدره لها في حالات الهم والغم ويشكرها في حالات الفرح، ومن عاش بدون الاعتراف بوجود هذه القوة، شعر بأن هناك شيئاً ما مختل داخله، وأن هناك فراغاً في نفسه، حتى وإن كان هذا الإنسان يظهر أنه على أحسن حال وانه قادر على التأقلم والعيش معيشة طبيعية.
ونحن كمسلمون موحدون حنيفيون أحفاد النبي إبراهيم - عليه السلام – أبو التوحيد وأتباع الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – نؤمن بأن الله تعالى هو خالقنا وهو مدبر أمرنا وهو الذي نلجأ إليه كي يؤمننا وهو الذي نحمده إذا فرحنا. ولقد سن لنا المصطفى – صلى الله عليه وسلم – سنناً كثيرة تقربنا من الله تعالى منها ما يعرف بصلاة الاستخارة، وهي التي تكون عندما يتفق للإنسان أمرً معين يلجؤه إلى عدة خيارات، فبعد دراسته لهذه الخيارات يصلي هذه الصلاة ليطلب من الله تعالى أن يسدد رأيه وموقفه من الخيار الذي اختاره، وهي صلاة مستحبة.
صلاة الاستخارة عبارة عن ركعتان غير الفريضة التي كتبها الله تعالى علينا، طريقة صلاة الركعتان هي الطريقة الاعتيادية في الصلاة، فكما تصلى الصلوات العادية تصلى صلاة الاستخارة، وبعد أن يفرغ من أداء الصلاة يدعو الله بالدعاء التالي الذي ورد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم -: " اللهم إني استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وأجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، (أو قال: عاجل أمري وآجله) فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ". تصلى صلاة الاستخارة في الأوقات العادية عدا الأوقات المكروهة وهي بعد صلاة العصر وصلاة المغرب، وما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس، وقبل الظهر بفترة قصيرة تقدر بربع ساعة تقريباً، أما إن اضطر الإنسان لصلاة هذه الصلاة في هذه الأوقات فليفعل، بحسب رأي المختصين.
المقالات المتعلقة بطريقة صلاة الاستخارة