ضعف الدولة المملوكية

ضعف الدولة المملوكية

الدولة المملوكية

حكمت الدولة المملوكية في فترةٍ من فترات التاريخ الإسلامي امتدت منذ العام 1258 للميلاد إلى عام 1517، وقد كانت تلك الفترة حافلةً بكثيرٍ من الأحداث والإنجازات التي رسخت صورة المماليك باعتبارهم حماة الدين والإسلام في تلك الفترة، فقد تمكنوا من صد الهجوم التتري على بلاد المسلمين وألحقوا به هزائم نكراء، كما تمكنوا كذلك من ردع الصليبيين عن مهاجمة بلاد المسلمين.

عوامل ضعف الدولة المملوكية

تعرضت دولة المماليك ابتداء من أوائل القرن السادس عشر للميلاد إلى انتكاسةٍ وضعفٍ بسبب عدة عوامل أدت إلى إنتهائها، منها:

  • النزعة الشعوبية التي ظهرت عند المماليك وأحدثت فجوةً بينهم وبين الشعوب العربية المسلمة، فالمماليك أصولهم غير عربية وإنّما كان إندماجهم بالأمة الإسلامية حينما قام العباسيون والأيوبيون بتربية أبناء البلاد التي كانوا يفتحونها تربيةً خاصة تضمن ولاءهم للدولة الإسلامية، وقد ظهرت النزعة الشعوبية حينما فرض المماليك على أنفسهم أنماطاً اجتماعية خاصة، فكانوا يتكلمون فيما بينهم بالتركية، ولا يتزوجون إلاّ نساءً من جنسهم وأصولهم.
  • الضرائب الباهظة التي فرضت على الشعوب المسلمة، ففي مصر وبسبب الحالة الاقتصادية السيئة فرض السلاطين المماليك ضرائب على الفلاحين المصريين أثقلت كاهلهم، إضافة إلى إهمال ما تحتاجه الزراعة من قنواتٍ مائية وغير ذلك، مما أحدث نقمة من قبل الشعب على هذه السلطة الحاكمة.
  • اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، فقد استطاع البرتغاليون اكتشاف طريق تجاري يمر من رأس الرجاء الصالح جنوب أفريقيا مما أحدث ضربةً اقتصاديّة كبيرة للدولة المملوكية التي كانت ترى في طريق الحرير طريقاً تجارياً يجلب لها كثيراً من الموارد المالية ويجعلها تتحكم بالتجارة الدولية شرقاً وغرباً، وقد كان هذا الأمر سبباً رئيسياً من أسباب ضعف الدولة المملوكية وأفول نجمها.
  • بروز القوة العثمانية، ففي بداية القرن السادس عشر أضحى العثمانيون القوة الإسلامية الأولى في المنطقة والتي استطاعت تحقيق كثيرٍ من الإنجازات، والانتصار على أهم القوى المسيطرة في تلك الفترة، وقد كانت أول مواجهة بين العثمانيين والمماليك في معركة مرج دابق سنة 1516ميلادية والتي أسفرت عن هزيمة المماليك وطردهم من بلاد الشام، ثمّ لاحقا أرسل العثمانيون جيشاً إلى مصر استطاع هزيمة المماليك في معركة الريدانية، حيث سيق آخر سلطان مملوكي ويدعى طومان باي إلى باب زويلة في القاهرة حيث أعدم هناك.
  • خيانة بعض المماليك في مصر لسلاطينهم، فقد راسل خاير بك وجان بردي الغزالي السلطان العثماني سليم الأول وشجعاه على مهاجهة مصر والشام.

المقالات المتعلقة بضعف الدولة المملوكية