المؤمن الصالح
المؤمن الصالح: هو العبد الذي يحبه الله سبحانه وتعالى، وقد وصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين الصالحين في القرآن الكريم، وأعلى من شأنهم، وأعدّ لهم الأجر والثواب العظيمين، ووعدهم بجنةٍ عرضها السماوات والأرض، فالمؤمن الصالح هو خليفة الأنبياء في الأرض، وهو قدوةٌ لجميع عباد الله، لما يتصف به من حُسن الصفات والأخلاق، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2].
صفات المؤمن الصالح
هناك العديد من الصفات التي تدلّ على إيمان العبد وصلاحه، منها ما ذُكر في القرآن الكريم، ومنها ما ذُكر في الأحاديث النبوية الشريفة، ومن أهم صفات المؤمن الصالح ما يلي:
- إيمان المؤمن ثابتٌ لا يتغير في قلبه أبداً، مهما تغيرت الظروف أو تبدلت الأحوال، ويبقى مؤمناً وإيمانه لا ينقص، لأن المؤمن الصالح جميع أموره خير له، فهو يشكر الله تعالى إن أعطاه الخير والفرح، ويصبر ويحتسب إن أعطاه ما فيه ضرّاء.
- إحسانه الظن بالله تعالى في كل وقتٍ وحين، ولا يتغير ظنه أبداً بربه مهما جاءه من خوفٍ أو جوعٍ أو مصيبةٍ.
- محبته لغيره من عباد الله المؤمنين كبيرةٌ جداً، فهو يفرح لفرح المؤمنين، ويحزن لحزنهم، ويكون مع باقي المؤمنين مثل الجسد الواحد الذي لا ينهدم أبداً، ويتعاون معهم في الخير، إذ يقول عليه الصلاة والسلام عن المؤمنين: (إنَّ المُؤمِنَ للمُؤْمِنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا).
- بعيدٌ كل البعد عن الحسد لغيره من الناس، ولا يفتن ولا يشتم ولا يبغض غيره أبداً، ولا يتمنى زوال النعم عن الآخرين، لأنه راضٍ بقسمة الله تعالى وقدرته.
- مُلتزمٌ بأركان الإيمان، ومؤمنٌ بها، وهي الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله جميعاً، ويؤمن بالقدر خيره وشره.
- مُلتزمٌ بالأخلاق الحسنة والحميدة، لأن أكمل المؤمنين إيماناً عند الله سبحانه وتعالى أكملهم خلقاً، ومن الأمثلة على الأخلاق الحسنة التي يتصف بها المؤمنون: الصدق، والكرم، والتواضع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها.
- قارئٌ للقرآن الكريم بشكلٍ دائم، ويتلو آياته ويرتلها بتمعن وخشوع، ويلتزم بأخلاق القرآن ويطبق ما فيه، لأن القرآن الكريم جنة المؤمن وربيعه وسر فرحه.
- الذكاء، وسعة العقل، والفطنة، والكياسة، والتفكير العميق، فالمؤمن يتميز بهذه الأشياء جميعها، لأن قلبه مُضاءٌ بنور الإيمان.
- بعيدٌ عن جميع الفواحش، فلا يرتكب الكبائر ولا الصغائر من الذنوب، ويُعظم مخافة الله سبحانه وتعالى في قلبه، ولسانه ليس ببذيء ولا يلفظ أي ألفاظٍ لا تليق بأخلاق المؤمن.