الشخصيات الإنسانية نصادف في حياتنا اليومية عدداً لا محدوداً من الشخصيات التي تختلف بشكل كليّ عن بعضها البعض، حيث تمتاز هذه الشخصيات بمجموعة من الصفات والخصائص التي تميّزها عن غيرها، ومن هذا المنطلق قام المختصون في مجال علم النفس بتصنيف شخصيات البشر إلى عدة أصناف حسب هذه الخصائص، ونتج عن ذلك الشخصيات الحساسة، والعنيدة، والغامضة، والعصبية، والمنعزلة وغيرها، وفيما يلي عرض تفصيلياً لأبرز الصفات التي تُميّز هذه الشخصية الغامضة والتي تعتبر من أكثر الشخصيات المُثيرة للجدل، والتي تم اقتباس المسمى الخاص بها نسبة إلى صفة الغموض أي الشيء غير الواضح والذي تحيط به العديد من التساؤلات.
صفات الشخصية الغامضة - تتسم الشخصية الغامضة بشكل خاص بعدم الإفصاح عن نفسها، وذلك من خلال قلة الظهور، حيث لا تجدها بكثرة في الأماكن العامة وبين الناس، ولا تجد لدى أصحاب هذه الشخصية القدرة الكبيرة على التفاعل مع الغير، فضلاً عن أنّهم يتصفون بقلة الكلام بشكل عام، ونادراً ما يتحدثون عن أنفسهم وعن التفاصيل الخاصّة التي تتعلّق بحياتهم الشخصية أو العملية، ويؤمنون بشدة بمقولة "خير الكلام ما قلّ ودلّ"، ومن الصعب جداً أن يقدّموا اعترافاتٍ أو أسراراً.
- قوّة الملاحظة لدى الأشخاص الغامضين، وحدّة التركيز في الأمور وفي أدقّ تفاصيلها وجزيئاتها، حيث يلاحظون ما لا يلاحظه الأشخاص الآخرون، ممّا يجعلهم أكثر معرفة بالأشياء وأكثر فهماً وإحاطة بها، علماً أنّ هناك نظرية في علم النفس تؤكّد أنّ اجتماع قلّة الحديث والثرثرة مع دقة الملاحظة ينتجان شخصاً مبدعاً خلاقاً تصعب هزيمته.
- يصعب على الغامضين الانخراط في العمل الجماعيّ، ممّا يؤثر بشكل سلبي على حياتهم الأكاديمية وكذلك المهنية، حيث إنّ العمل ضمن فريق من أبرز المتطلبات الحديثة التي يُشترط وجودها في المتقدمين لأغلب الوظائف من مختلف المجالات.
- يُلاحظ شيئاً من التناقض على أفكار وأقوال ونظرة الغامضين للأشياء، كما يتناقضون في الصفات، فنجد صفات حبّ خير مع قلة المشاركة في نفس الشخص، كثرة الأفكار الرائعة مع قلة القدرة على التعبير عنها وغيرها من التناقضات.
- يتصف أصحاب هذه الشخصية بالشكّ في كلّ من حولهم وفي كافّة الأشياء، وعدم اليقين والثقة والقدرة على التسليم ومنح الأمان للآخرين، وتعتبر هذه الصفة سلاحاً ذا حدين، حيث تقي الأشخاص الغامضين من المشكلات الناتجة عن الغدر، وفي الوقت نفسه تضيع عليهم العديد من الفرص الناتجة عن التخوّف وسوء الظن.
- يمتلكون سحراً خاصّاً يميّزهم عن كلّ من غيرهم، حيث يسعى العديد من الأشخاص حولهم لفهم طريقة تفكيرهم وما الذي يجول في خواطرهم بشكل دائم، ممّا يجعلهم محور الأشياء ومحطّ اهتمام كلّ ما يحيط بهم.