أهل الجنة وعد الله سبحانه وتعالى عباده المتّقين جنّة عرضها السّموات والأرض فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر من النّعم والخيرات، وقد جعل الله الدّنيا طريقاً إليها إذا ما التزم الإنسان بمنهج الله تعالى في الأرض، وسعى لنيل مرضاته سبحانه، فالجنّة لا تتحصّل بمجرّد الأماني وإنّما تكون بشحذ النّفوس، وبذل الجهد في سبيل الوصول إليها، لذلك يعرف أهل الجنّة في الدّنيا بعلاماتٍ وصفاتٍ تميّزهم، فما هي أبرز صفات أهل الجنّة في الدّنيا ؟
صفات أهل الجنّة في الدّنيا
- التزام أوامر الله تعالى واجتناب نواهييه، فالله سبحانه وتعالى بعث للنّاس رسلاً وأنزل لهم شريعة حتّى تكون دليلاً لهم في الحياة ومنهاجاً، فلا عذر للإنسان في أن يزيغ عن الطّريق أو يتنكّب الصّراط، فأهل الجنّة في الدّنيا تعرفهم بالتزامهم بما أمر الله به من طاعاتٍ وعبادات، واجتنابهم لكلّ ما نهى الله عنه من معاصٍ وآثام.
- لزوم الدّعاء، فمن الصّفات التي تميّز أهل الجنّة في الدّنيا أنّهم يحرصون على الدّعاء باستمرار باعتباره وسيلة لتلبية المطالب، وغفران الذّنوب، ونيل الدّرجات، قال تعالى على لسان أهل الجنّة يوم القيامة: (إنّا كنّا من قبل ندعوه إنّه هو البرّ الرّحيم ).
- الشّفقة على الأهل والخوف من حلول غضب الله وعقابه بهم، فمن صفات أهل الجنّة أنّهم في الدّنيا يكونون مشفقين على أهليهم أن يحلّ بهم عذاب الله وسخطه، لذلك تراهم في الدّنيا يحرصون على دعوة أهلهم وأقربائهم ليلاً ونهاراً إلى الطّريق المستقيم والمنهج القويم، فيذكّرونهم بالجنّة وما أعدّ الله فيها للمتّقين فيها، ويذكّرونهم بالنّار وعذاب الله لمن حاد عن شريعة الله ومنهجه، قال تعالى: (قالوا إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين ).
- قيام اللّيل، فمن صفات أهل الجنّة في الدّنيا حرصهم على قيام اللّيل والتّهجد، فقيام الليّل هو شرف المؤمن وهو من مفاتيح دخول الجنّة، وفي الحديث الشّريف: (وصلّوا باللّيل والنّاس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام ).
- لزوم الاستغفار، فأصحاب الجنّة من صفاتهم أنّهم كانوا يحرصون على الاستغفار سواء كان ذلك استغفاراً من الذّنوب، أو تقرباً إلى الله تعالى، وهم يتحيّنون الأوقات التي يستحبّ بها الدّعاء والاستغفار لعلّهم يدركون نفحات الله تعالى فيها.
- البذل والعطاء، فأهل الجنّة يكونون في الدّنيا مثالاً للمسلم الذي يبذل ماله رخيصاً في سبيل الله تعالى، وإذا ما حضر داعي البذل تراهم استجابوا لندائه فدفعوا زكاة أموالهم، وتصدّقوا بمالهم، ووقفوا مع المكروب وذي الحاجة، وآثروا على أنفسهم وحاجتهم حاجات إخوانهم.