الليل هو وقت الهدوء والسكينة والراحة ولكنه بالنسبة للمحبين يصبح مقلق ومؤرق لينظم فيه العاشق أجمل الكلام لمحبوبته، وهنا إليكم في مقالي هذا شعر عن الليل والحب.
محتوياتتسائلني حلوة المبسم
متى أنت فبّلتني في فميتحدّثت عني وعن قبلة
فيا لك من كاذب ملهمقلت أعابثها: بل نسيت
وفي الثّغر كانت وفي المعصمفإن تنكرينها فما حيلتي
وها هي ذي شعلة في دميسلي شفتيك بما حسّتاه
من شفتي شاعر مغرمألم تغمضي عندها ناظريك
وبالرّاحتين ألم تحتميهبي أنذها نعمة نلتها
ومن غير قصد.. فلا تندميفإن شئت أرجعتها ثانيا
مضاعفة للفم المنعمفقالت وغضذت بأهدابها
إذا كان حقا فلا تحجمسأغمض عينيّ كي لا أراك
وما في صنيعك من مأثمكأنّك في الحلم قبّلتني
فقلت وأفديك أن تحلمي فاروق جويدةويسألني الليل أين الرفاق
وأين رحيق المنى والسنين
وأين النجوم تناجيك عشقا
وتسكب في راحتيك الحنين
وأين النسيم وقد هام شوقا
بعطر من الهمس لا يستكين
وأين هواك بدرب الحيارى
يتيه اختيالا على العاشقين
فقلت: أتسألني عن زمان
يمزق حبا أبى أن يلين
وساءلت دهري: أين الأماني
فقال: توارت مع الراحلين
ولم يبق شيء سوى أغنيات
وأطياف لحن شجي الرنين
وحدقت في الكأس: أين الرفاق
فقالت: تعبت من السائلين
ففي كل يوم طيور تغني
وزهر يناجي ونجم حزين
ودار تسائلني مقلتاها:
متى سيعود صفاء السنين
وفوق النوافذ أشلاء عطر
ينام حزينا على الياسمين
ثيابك في البيت تبكي عليك
ترى في الثياب يعيش الحنين
وعطرك في كل ركن ودرب
وقد عاش بعدك مثل السجين
ويسألني الشعر: هل صرت كهلا
فقلت: توارى عبير الشباب
فقال بحزن: أريدك حبا
وشوقا يطير بنا للسحاب
أريدك طير على كل روض
أريدك زهرا على كل باب
أريدك خمرا بكأس الزمان
فقد يسكر الدهر فينا العذاب
أريدك لحنا شجي المعاني
ولو عشت تجري وراء السراب
أريدك لليوم دع ما تولى
ودعك من النبش بين التراب
ففي الروض زهر وعطر.. وطير
وفي الأفق تعلو الأغاني العذاب
قضيت حياتك تنعي الشباب
وترثي العهود وتبكي الصحاب
نظرت إلى الشعر: ماذا تريد
فقال: نعيد ليالي الشباب
فقلت: ترى هل تفيد الأماني
إذا ما ارتمت فوق صدر السراب
وساعة صفو سترحل عنا
ونرجع يوما لدار العذاب
وفي كل يوم سنبني قصورا
غداً سوف نتركها للتراب
عبد العزيز جويدةلو أنّ حبّك كان
في القلب عاديّا
لمللته من كثرة التّكرار
لكنّ أجمل ما رأيت بحبّنا
هذا الجنون ، وكثرة الأخطار
حيناً يغرّد
في وداعة طفلة
حينا نراه
كمارد جبّار
لا يستريح ولا يريح فدائماً
شمس تلوح وخلفها أمطار
حيناً يجيء مدمّراً فيضانه
ويجيء منحسراً بلا أعذار
لا تعجبي..
هذا التّقلّب من صميم طباعه
إنّ الجنون طبيعة الأنهار
مادمت قد أحببت يا محبوبتي
فتعلّمي أن تلعبي بالنار
فالحبّ أحياناً يطيل حياتنا
ونراه حيناً يقصف الأعمار
المتنبيلعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
وللحبّ ما لم يبق منّي وما بقيوما كنت ممّن يدخل العشق قلبه
ولكنّ من يبصر جفونك يعشقوبين الرّضى والسّخط والقرب والنّوى
مجال لدمع المقلة المترقرقوأحلى الهوى ما شكّ في الوصل ربّه
وفي الهجر فهو الدّهر يرجو ويتّقيوغضبى من الإدلال سكرى من الصّبى
شفعت إليها من شبابي بريّقوأشنب معسول الثّنيّات واضح
سترت فمي عنه فقبّل مفرقيوأجياد غزلان كجيدك زرنني
فلم أتبيّن عاطلاً من مطوّقوما كلّ من يهوى يعفّ إذا خلا
عفافي ويرضي الحبّ والخيل تلتقيسقى الله أيّام الصّبى ما يسرّها
ويفعل فعل البابليّ المعتّقإذا ما لبست الدّهر مستمتعاً به
تخرّقت والملبوس لم يتخرّقولم أر كالألحاظ يوم رحيلهم
بعثن بكلّ القتل من كلّ مشفقأدرن عيوناً حائرات كأنّها
مركّبة أحداقها فوق زئبقعشيّة يعدونا عن النّظر البكا
وعن لذّة التّوديع خوف التّفرّقنودّعهم والبين فينا كأنّه
قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلققواض مواض نسج داود عندها
إذا وقعت فيه كنسج الخدرنقهواد لأملاك الجيوش كأنّها
تخيّر أرواح الكماة وتنتقيتقدّ عليهم كلّ درع وجوشن
وتفري إليهم كلّ سور وخندقيغير بها بين اللّقان وواسط
ويركزها بين الفرات وجلّقويرجعها حمراً كأنّ صحيحها
يبكّي دماً من رحمة المتدقّقفلا تبلغاه ما أقول فإنّه
شجاع متى يذكر له الطّعن يشتقضروب بأطراف السّيوف بنانه
لعوب بأطراف الكلام المشقّقكسائله من يسأل الغيث قطرةً
كعاذله من قال للفلك ارفقلقد جدت حتى جدت في كلّ ملّة
وحتى أتاك الحمد من كلّ منطقرأى ملك الرّوم ارتياحك للنّدى
فقام مقام المجتدي المتملّقوخلّى الرّماح السّمهريّة صاغراً
لأدرب منه بالطّعان وأحذقوكاتب من أرض بعيد مرامها
قريب على خيل حواليك سبّقوقد سار في مسراك منها رسوله
فما سار إلاّ فوق هام مفلّقفلمّا دنا أخفى عليه مكانه
شعاع الحديد البارق المتألّقوأقبل يمشي في البساط فما درى
إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقيولم يثنك الأعداء عن مهجاتهم
بمثل خضوع في كلام منمّقوكنت إذا كاتبته قبل هذه
كتبت إليه في قذال الدّمستقفإن تعطه منك الأمان فسائل
وإن تعطه حدّ الحسام فأخلقوهل ترك البيض الصّوارم منهم
حبيساً لفاد أو رقيقاً لمعتقلقد وردوا ورد القطا شفراتها
ومرّوا عليها رزدقاً بعد رزدقبلغت بسيف الدّولة النّور رتبةً
أنرت بها ما بين غرب ومشرقإذا شاء أن يلهو بلحية أحمق
أراه غباري ثمّ قال له الحقوما كمد الحسّاد شيء قصدته
ولكنّه من يزحم البحر يغرقويمتحن النّاس الأمير برأيه
ويغضي على علم بكلّ ممخرقوإطراق طرف العين ليس بنافع
إذا كان طرف القلب ليس بمطرقفيا أيّها المطلوب جاوره تمتنع
ويا أيّها المحروم يمّمه ترزقويا أجبن الفرسان صاحبه تجترىء
ويا أشجع الشجعان فارقه تفرقإذا سعت الأعداء في كيد مجده
سعى جدّه في كيدهم سعي محنقوما ينصر الفضل المبين على العدى
إذا لم يكن فضل السّعيد الموفّقالمقالات المتعلقة بشعر عن الليل والحب