شروط الخلافة

هي نظام تولي الحكم في الدولة الإسلامية بناءً على مجموعة من الشروط والقوانين، والتي تتضمن أن تكون جميع أمور الدولة وشؤونها تحت تصرف رئيس واحد يتم اختياره من قِبل الشعب، وتتمثل مسؤوليته في تطبيق أحكام الدين والشريعة الإسلامية بالرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كدستور أساسي، لتحقيق العدل والمساواة بين الناس، وذلك كما كان على زمن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من بعده، وفي هذا المقال سوف نتطرّق بشكل مفصّل إلى أهمّ الشروط الواجب توفّرها في نظام الخلافة.

هناك العديد من الشروط التي يجب أن تتوفر في الشخص حتى يكون صالحاً لتولي خلافة المسلمين ومن هذه الشروط المعروفة في الإسلام:

• أن يكون مسلماً، حيثُ إنّه لا تصلح الخلافة لغير المسلم، فلا يجوز للكافر أن يكون خليفة على المسلمين.
• أن يكون بالغاً، وكما رُوي عن النبي صلي الله علي وسلم حين قال:" رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستقظ، وعن الصبي حتى يحلم، وعن المجنون حتى يعقل"، ويُفهم من هذا الحديث أنه لا يصح أن يتصرف غير البالغ في أمر ما، فلا يصحّ أن يكون خليفة، أو ما دون ذلك من أمور الحكم.
• أن يكون عاقلاً، ولأن العقل هو مناط التكليف، وشرط من شروط التصرفات التي يُحاسب عليها الإنسان؛ لذلك لا يصح للمجنون أن يتولى مقاليد الحكم.
• أن يكون عادلاً، والعدل شرط من شروط تولي الخلافة، فلا يصح أن يكون فاسقاً، فالخليفة القائم على شؤون المسلمين يجب أن يكون عادلاً ومنصفاً لهم، فلا يظلم.
• أن يكون حراً، فلا يمكن أن يكون الخليفة عبداً لغيره، فالخليفة هو سيّد قومه؛ لذلك لا بد أن يكون حراً وليس تحت رعاية أحد.
• أن يكون رجلاً ذكراً، فلا يجوز للأنثى أن تُكون خليفة، فقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أنّه لا يفلح شأن دولة خليفتها امرأة، وذلك عندما بلغه أن أهل فارس قد حكمتهم امرأة وهي بنت كسرى، فكان جواب الرسول واضحاً، ودليلاً قاطعاً على أنّ المرأة لا يصح لها أن تتولى خلافة الدولة، ولكن يصح لها تولي غير الخلافة.
• أن يكون قادراً على تحمّل أعباء الدولة، وإدارة شؤونها.

لقد مرت بالدولة الإسلامية الكثير من الخلفاء الذين تولَّوا زمام الأمور فيها، فهناك الخلافة الراشدة التي تمثلت بأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، ثم جاءت الخلافة الأمويّة والتي تولى الحكم فيها معاوية بن أبي سفيان، وانتهت بحكم عبد الملك بن مروان، وعمر بن عبد العزيز، وكذلك توالت الأمور حتى كانت الخلافة العباسيّة بقيادة العباس بن عبد المطلب، ثم الخلافة العثمانيّة، إضافة إلى خلافة الفاطمييّة والموحديّة.